تقرير عن زيارة وفد من الأكاديمين السعوديين إلى أمريكا

بسم الله الرحمن الرحيم

تقرير عن زيارة وفد من الأكاديميين السعوديين لأمريكا

—___—

         تلقت سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن اقتراحا من معهد السلام (التابع للكونجرس الأمريكي) بتنظيم زيارة لعدد من علماء الدين والباحثين في الديانات المقارنة والمهتمين من أمريكا لزيارة السعودية والالتقاء بعدد من نظرائهم في المملكة وكذلك زيارة وفد من المملكة لأمريكا.. وقد رفعت السفارة هذا الاقتراح إلى مقام وزارة الخارجية الذي رفعته إلى المقام الكريم الذي وافق على قيام وفد من العلماء والمختصين من المملكة بهذه الزيارة ومن ثم قامت وزارة الخارجية بمخاطبة وزارة التعليم العالي لترشيح من تراه فرشحت جامعة الإمام وجامعة الملك سعود بعض منسوبيها لهذه المهمة ورفعت إلى وزارة الخارجية التي رفعت الترشيحات للمقام الكريم وصدرت الموافقة السامية رقم 9/ب/29810 وتاريخ 10/6/1425هـ بإيفاد وفد سعودي من العلماء والأكاديميين والمختصين مكون من:

1.       الأستاذ الدكتور/ إبراهيم بن مبارك الجوير   من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

  • الدكتور/ إبراهيم بن عبدا لله السعدان,,          ,,          ,,
  • الدكتور/ حمد بن عبدالله الماجد,,          ,,          ,,          ,,
  • الدكتور/ سليمان بن محمد الجار الله,,          ,,          ,,          ,,
  • الدكتور/ عبدالله بن محمد الحميد                             من جامعة الملك سعود

وقد قام الوفد برحلة إلى أمريكا يوم السبت 28/10/1425هـ الموافق 11/12/2004م ووصل إلى واشنطن يوم الأحد 29/10/1425هـ الموافق 12/12/2004م وكان في استقبال الوفد الأستاذ/ عبدالله العجروش من الإدارة الإسلامية في سفارة المملكة في واشنطن والأستاذ/ صالح العبيد من المراسم في السفارة وأخذوا الوفد إلى حيث سكنهم على حساب أعضاء الوفد في فندق في واشنطن.. وقد بدأ الوفد مهامه من صباح الاثنين حسب الجدول الذي وضع من قبل معهد السلام.

– اللقاء الأول يوم الاثنين 1/11/1425هـ الموافق 13/12/2004م كان مع عدد من قيادة الدين المسيحي في أمريكا عددهم أحد عشر من كبار القساوسة والعلماء من مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.. وبعد جلسة التعارف والترحيب.. من مدير معهد السلام.. وأوضح مهمة المعهد ومهمة هذه اللقاءات وسعادتهم بحضور هذه النخبة من المملكة العربية السعودية، ثم تحدث الدكتور/ إبراهيم الجوير رئيس الوفد.. شكرهم على الدعوة وعلى حسن الضيافة والاستقبال.. وبين أن هذه المجموعة مجموعة من الأكاديميين الذين يمثلون شرائح من الأكاديميين ولكنهم لا يمثلون بالضرورة رأياً حكومياً وبالتالي كل ما يدور من حوار يعتبر خارج نطاق التسجيل الرسمي.. ثم أوضح أن الغرب عامة وأمريكا بصفة خاصة أقرب إلينا نحن المسلمين، فما يجمعنا من قيم ومبادئ وإيمان فنحن من ديانات سماوية ذات مصدر واحد، وتجمعهم مبادئ كثيرة مشتركة ونحن نؤمن بكل الأنبياء والكتب السماوية، بل في القرآن سورة باسم سورة الروم تحكي التقارب بين المسلمين والمسيحيين في قصة حرب الروم مع الفرس.. ولكن من المألوف في أحوال البشر أن أولئك الذين تجمعهم قوا سم مشتركة من قرب المكان أو الزمان أو كلما قويت القواسم المشتركة وتزايد القرب اشتد الاحتكاك وسوء الفهم وهذا ملحوظ داخل الحضارة الواحدة أو الحضارات المتقاربة أو المدن أو القرى أو الفرق الرياضية.

          وقد أثارني معالي كبير القساوسة الدكتور/ وليم كيري وكدت ألا أسلم عليه لأنه متخرج من جامعة ولاية فلوريدا وأنا متخرج من جامعة فلوريدا وهو يعرف ما بين الجامعتين من منافسة في مجال الرياضة فقال قو سيمون ورددت عليه قو قيتر.. وهو الشعار الرياضي للجامعتين، وكان موقفاً مرحاً أثار إعجابهم.. وواصل الحديث وقلما تحتدم الصدامات داخل الدين الواحد أو الحضارة الواحدة فإن ذلك ليس بسبب اختلاف القيم وإنما لأن كل اتجاه أو مذهب أو طرف يدعي أنه يمثل القيم المشتركة تمثيلاً أفضل أو أن الآخر قد انحرف عنها انحرافاً خطيراً، فكذلك قد تؤدي القواسم المشتركة بين الحضارات المتقاربة إلى التنافر والصدام بدلاً عن أن يكون سبباً للتعاون والوئام.. ليس لوجود خلافات جذرية في القيم والمفاهيم وإنما لأن كل حضارة تدعي أنها هي التي تمثل القيم وتجسد المفاهيم.. أو للتصارع على مصالح مادية.. لذلك فمن واجب العدل الذي قامت عليه كل الديانات والمنطق ومن الدافع الديني والأخلاقي ونحن في عصر البحث العلمي والتحقيق يقتضيان التخلي عن موقف الصدام الخاطئ بين المسلمين والمسيحيين ليحل مكانه التفاهم الذي يقوم على الانفتاح في الرأي والموضوعية والبحث والإخلاص للحق فإذا صلحت النوايا وزالت الحواجز المصطنعة فإنه من السهل أن نتفاهم فنحن نلتقي مع بعض في الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ونؤمن بالحساب، وبالجنة والنار وبكرامة الإنسان وأهليته للمسؤولية وحقه في الحرية والاختيار، كما نؤمن بالمساواة والعدل وفضائل الأخلاق ونتفق في أغلب القيم ولولا أهواء السياسة عبر العصور لكان المسلمون والمسيحيون واليهود أشد الأمم تقارباً وانسجاماً، إننا نؤمن بالتوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب السماوية ونبجل الرسل ونصلي عليهم ونحبهم بلا استثناء.. وعلى الرغم من تراكم سوء الفهم والتشويه المتعمد من الطرفين فإنه مازال بالإمكان إزالة عوامل الجفوة المفتعلة والالتقاء على الإيمان بالله ومحبة الخير وكراهية الشر والسعي نحو الخير العام للبشرية.

          ونحن المسلمين بعامة والسعوديين بخاصة نعترف بأننا نتحمل جزءاً من المسؤولية عن سوء الفهم لأننا كنا نتوهم أن الحقائق واضحة وأن وضوحها يكفي بنفسه عن أي توضيح وقد اكتشفنا الآن هذا الخطأ الاستراتيجي الذي أضاع علينا كثيراً من الحقوق وجلب لنا كثير من المآسي فالحق لا يقدم نفسه وإنما لا بد له من أحد يقدمه, فليس أوضح من قضايا الإيمان بالله ومع ذلك أرسل الله الرسل..

          إن أمريكا بلد عظيم والبلد العظيم يجب أن يظل عظيماً بإقامة العدل والنظر إلى الأمور بميزان العدل والحكمة وليس بردة الأفعال والعنف والقوة.. إن كثيراً من المسلمين لا يكرهون أمريكا ولا الشعب الأمريكي, وقد عشنا فترة من الزمن هنا وندرك عمق العلاقة بيننا وأصبحت جزءاً من تاريخنا وحياتنا وعاش كثير من الأصدقاء والخبراء بيننا هناك في السعودية ولم يشعر أحدهم بأنه غريب أو تعرض لأي كلمة مضايقة وقد حدثني كثير منهم أنه لقي مضايقات في أوربا ولم يجد شيئاً من هذا في السعودية, ولكن الأمر يختلف عندما نتحدث عن بعض السياسات الأمريكية وبخاصة في المنطقة والناس هناك يفرقون بين أمريكا الحرة العظيمة وشعبها المحب الرائع وبين بعض محاولات التشويه من أصحاب الميول سواء في السياسة أو الإعلام..

          ثم تحدث كبير الاساقفه الدكتور/ وليم كيري.. عن تجربته في زيارته للمملكة بإعجاب وإشادة وتفاهم وتفهم وعن تجربته في المستشفى ولقاءاته مع عدد من المسؤولين من أمراء ووزراء وغيرهم.. ثم جرت مناقشات وتساؤلات مثل هل تتحدثون عن رأي الحكومة؟!

ماذا عن ممارسة العبادة لغير المسلمين في السعودية ..

وقد أجبناهم على هذا السؤال في خمس نقاط: –

أ )   أن الحكم في هذا ليس متروكاً للظروف ولكنه حكم شرعي.

ب) أن الشعب السعودي كله مسلم.

جـ) أن العمالة هي عمالة مؤقتة ومتعددة المذاهب والديانات وأعدادهم قليلة مقارنة بعدد العمالة الوافدة من المسلمين وأنتم تعرفون أن المسيحيين فرق وكل فرقة لا تصلي مع الأخرى فأي كنسية ستقام أو معبد يقام.

د ) أن إقامة معبد غير إسلامي يثير حفيظة المسلمين في كل أنحاء الأرض أكثر من مليار مسلم يرون في السعودية قبلتهم ومحط أنظارهم.

هـ ) أن الممارسة بصفة فردية أو مجموعات في مساكنهم وتجمعاتهم مسموح بها لأي دين أو ملة.

ثم أفادوا أن هذا الحوار هو الطريق السليم حتى نوجد لغة مشتركة ليس فقط بين المسلمين والمسيحيين بل بين المسيحيين أنفسهم لأن هناك في أمريكا أكثر من خمسين فرقة.

ثم سألوا إلى أي مدى يمكن أن يسهم هذا الفكر النير الذي تحملونه في المجتمع والحكومة, وقلنا لهم:

أولاً نحن جئنا بمباركة و إذن من الحكومة.. والحكومة لديها الانفتاح للسماع والتفهم وهي التي أسهمت في تعليمنا وإعدادنا ونحن نعمل في جامعات سعودية ونعمل استشارات لجهات حكومية ونشارك في برامج إعلامية تؤثر في المجتمع ونحن أبناء المجتمع والرؤية التي لدينا ليست خاصة وإنما هي رؤية أكثر من مليار مسلم لأنها رؤية فيها الكثير من الجوانب الشرعية.

وطالبوا بأن تكون هذه الخطوة خطوة تستمر لتساعد على مزيد من التفاهم وإزالة ما قد يعلق من سوء فهم.. وكيف تقلل من تأثير الخلاقات وتقلل من التعميمات الخاطئة من الطرفين.. وطرحنا أسئلة عن الحرية الدينية ومستقبلها في أمريكا وخاصة بعد أحداث 11/9 ..

وأسئلة حول المفهوم المسيحي الجديد وخطورته على الفكر المسيحي وقد تجاوبوا كثيراً..

وقد استمر الحوار من العاشرة صباحاً حتى الثالثة بعد الظهر تخلله فترة الصلاة والغداء.. وقد رتب المعهد مكانا وسجادات للصلاة وطلبوا السماح لهم بحضور الصلاة فرحبنا بذلك وشهدوا الصلاة وكانت لديهم بعض الاستفسارات..

وكان لقاءا انتهى بالعناق والانسجام.

يوم الثلاثاء 2/11/1425هـ – 14/12/2004م :

لقاء مع قيادات الدين اليهودي في أمريكا..

عقد في الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء وفي مقر معهد السلام لقاء بين الوفد السعودي وبين قيادات الدين اليهودي في أمريكا؛ وبعد جلسة التعارف رحب الذي أدار الحوار بالوفد السعودي واعتبرها مبادرة رائعة وخطوة في الطريق الصحيح؛ وعلق آمالاً كبيرة على هذا اللقاء وبعد ذلك أخذ الدكتور الجوير طرف الحديث وشكر المعهد على تنظيم هذا اللقاء ومشاركة هذه النخبة من قيادة الدين اليهودي في هذا اللقاء؛ وبين أن بيننا وبين اليهود من القواسم المشتركة الشيء الكثير فنحن وأنتم أهل كتاب نؤمن برب واحد عقيدتنا التوحيد وقصة بني إسرائيل أكثر قصه في القرآن الكريم, وموسى عليه السلام ذكر في القرآن أكثر من ست وعشرين مرة مع أن محمد عليه الصلاة والسلام لم يذكر إلا أربع مرات وعرف اليهود خلال الحكم الإسلامي عبر العصور أكبر قدر من العدل والأمن ووصل عدد منهم لأعلى المناصب كما هو معروف سواء في الأندلس أو في بغداد أو دمشق أو القيروان أو مراكش أو غيرها.. ولم يذكر صراعات بين المسلمين واليهود بشكل رئيس إلا في السنوات الأخيرة عندما حصل الصراع حول فلسطين..

ونحن بصفتنا سعوديين نفخر بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الذي قدمها في مؤتمر فاس ومبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الذي تبناها مؤتمر قمة العرب في بيروت لتصبح ورقة عمل عربية بوجود دولتين في فلسطين إسرائيل ودولة فلسطين وليس من مصلحتنا معاً أن تظل المنطقة تغلي قتلا وتدميراً وسحلا وتجريفا.. مع أن ما يربطنا هو أكثر بكثير مما يفرقنا..

وأخذ الكلام أحدهم وأبدى شكره على هذه المشاعر.. وأشار إلى أنهم يعانون معاناة لا تشعرون بها هو الخوف.. يقول.الدائم من الفناء.. يقول ..أننا ستة عشر مليوناً يهودياً في كل أنحاء العالم وأنتم أكثر من مليار.. وأنتم في ازدياد ونحن في تناقص.. قلنا لهم كيف تخافون وأنتم تملكون الاقتصاد والإعلام والقوة العسكرية الضخمة وتسيطرون على كثير من الدول الفاعلة فقالوا.. ومن هنا يأتي خوفنا..

أي هل تخافون أن يحصل لكم في أمريكا مثلاً مثلما حصل من قبل في ألمانيا أجابوا جميعاً بنعم.. وبكى بعضهم أثناء التعبير عن الخوف على مستقبلهم ومستقبل أجيالهم.. وأكدوا على أهمية القدس بالنسبة لهم..

وسألناهم عن الفرق بين اليهودية والصهيونية. فأجابوا من حيث الهدف لا فرق ومن حيث الوسائل قد توجد بعض الفروق فهدف الصهيونية إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وهذا هدف كل يهودي سواء أكان صهيونياً أم لا.. أما بعض الوسائل فقد يختلفان..

وسألناهم عن لماذا يتهم بمعاداة السامية كل من ينتقد الحكومة الإسرائيلية مع أنكم تفعلون ذلك.. فقالوا إن المسألة تختلف من حيث طرح النقد.. إذا كان المنتقد يقر بحق اليهود في إقامة دولة خاصة بهم ولكنه ينتقد تصرفات الحكومة فهذا شيء, أما إذا كان يحمل معنى استئصال الدولة فهو يستأصل وجودنا..

وكان لقاءاً صريحاً وكان ينظر بعضهم إلى بعض عند الجواب.. ويلاحظ عدم حرية بعضهم في الطرح.. وأن مشاعرهم مشوبة بالخوف الشديد ويتأثروا بالبكاء لأي موقف..

وقد توقف الحوار لأداء الصلاة والغداء في الثانية عشرة وطلب عدد منهم حضور الصلاة ورحبنا بذلك وكانت لديهم بعض الاستفسارات وعندما قلنا لهم لماذا غيرتم الركوع والسجود في صلاتكم أقروا بحدوث التغيير واستغربوا من معرفتنا لذلك.. كما شارك أحدهم في الصلاة كاملة.. وكان أكثرهم تفهماً أثناء الحوار ؟!الظهر.هر.لقاء في حدود الثالثة الظهر.هر.

في اليوم نفسه الثلاثاء 2/11/1425هـ 14/12/2004م الساعة 30ر4 .. لقاء مع المفوضية الأمريكية لمراقبة حرية الأديان في العالم..

أشاروا إلى أن سجل حرية الأديان في السعودية سيئ ولن يكون أسوء مما هو عليه ولن تزيد زيارتكم هذه عليه سواء بل قد تسهم في تحسينه شيئاً ما..

وبعد كلمة الشكر والمجاملة.. الآتي:لهم.. الآتي :

أ ) ما المعايير المهنجية التي تم على ضوئها تم إعداد التقرير عن المملكة ؟..

ب ) كيف يتم متابعة أو مراقبة حرية الأديان في أمريكا..

فأجابوا عن الأول أن ذلك يتم من خلال الزيارات والبيانات والمراجع والكتابات والمقابلات.. ولكن تبين أنه ليس لديهم معايير منهجية فهم يفتخرون أن تقريرهم عن السعودية حوى أكثر من أي تقرير آخر من الهوامش وقلنا لهم إن العبرة ليس في كثرة مراجع الهامش بل في دقته وشموليته وموضوعيته..

وقد لاحظنا أنهم يعتمدون على بعض الكتابات والمقابلات لسعوديين في مؤتمرات أو صحف محلية أو غير محلية ويستغلونها أسوء استغلال.. والمجموعة تنقصهم المعلومات الدقيقة عن المملكة ولديهم سوء فهم, أحدهم يقول إن سائقاً هندياً هندوسياً في المملكة يشكو من عدم وجود مكان للعبادة مع أن له خمسة عشر عاماً.. سألته هل هي خمسة أشهر قال لا بل خمسة عشر عاماً قلت أليس من المستغرب أن يمكث هذا كل هذه المدة ويشكو من وضعه لماذا لم يذهب هل لو خيرته بين أن يكون هناك معبد له في السعودية أو أن يذهب هو إلى بلده يرضى بهذا ؟! أليس وجوده كل هذه المدة دليلاً على رضاه وقناعته بالبقاء ..

وعندما ذكرنا لأحد الإخوة في السفارة عن نقص المعلومات لديهم أفاد بأن هؤلاء متحيزون ولا ينفع معهم شيء قلنا لا يكن التقصير من جانبناً أعطوهم المعلومات والدراسات وليكن التقصير منهم لا منا..

واستمر اللقاء معهم من 30ر4 – 30ر6 مساء.

وكان لقاء ضرورياً لإيضاح كثير من القضايا التي دار حولها النقاش.

يوم الأربعاء 3/11/1425هـ – 15/12/2004م :

لقاء مع عدد قادة الدين الإسلامي في أمريكا في معهد السلام.. من الساعة العاشرة إلى الساعة الواحدة ظهراً..

وبدأ التعارف رحب الذي أدار الحوار وهو البر فسيور/ عبدا لعزيز سعيد من الجامعة الأمريكية بالوفد السعودي والقيادات الإسلامية في أمريكا المشاركة في هذا اللقاء وقد شكر الدكتور الجوير المعهد على تنظيم هذا اللقاء ورحب بالاخوة من المسلمين للمشاركة في حوار مع النفس أو كأنه التفكير بصوت عال مع بعض وأننا جميعاً نحمل الهم نفسه ونرجو أن يساعدنا هذا اللقاء في فهم همنا المشترك.. وأننا ندرك أنكم أمريكان يهمكم وطنكم كما أنكم مسلمون يهمكم دينكم وأن تكون ممارستكم لهذا الدين بكل حرية ونرجو أن تعتبرونا بعدكم الاستراتيجي كما أنكم بعدنا كذلك.. ونحن نعترف أنكم تتضررون من بعض تصرفاتنا هناك.. ونحن كذلك نتضرر من أي تصرف من مسلم سواء هنا أو هناك وأنكم مثلنا تعانون من التعميم.. وعدم التفريق بين الإسلام بصفته دين سلام وحب وتفاهم وعلم وحضارة ومجموع المسلمين في كل أنحاء الأرض الذين يربون عائلتهم ويحبون الخير لكل البشر وبين عناصر شاذة تسيء إلى دينها وحضارتها وبلدانها وإلى نفسها..

ثم بدأ الحوار..  وتسألوا عن الوهابية.وأجبناهم. .. بغض النظر عن الأسماء أنتم علماء ومفكرون لا تأخذون معلوماتكم من الإعلام وأنتم تعرفون خلفياته بل انظروا هل جاء محمد بن عبدا لوهاب بشيء جديد.. هو صحح وضعاً قائماً وأعاده إلى مساره الطبيعي مسار الإسلام الصحيح فهل لديكم مأخذا معيناً على شيء قدمه الشيخ محمد بن عبدا لوهاب وترونه ليس في الإسلام..

قالوا لا.. لكن نأخذ عليكم التفسير الواحد للإسلام قلنا إننا شعب فيه التنوع والتعدد الثقافي والعرقي ولكننا نتفق كما نتفق معكم في الأصول الرئيسة أما الفروع المختلف عليها منذ زمن طويل فنحن لا ننكر على الناس فيما اختلف فيه..

وأوضحوا معاناتهم بعد 11/9 وأن أمريكا تغيرت بعد ذلك الحدث, ولكنهم يجتهدون ويتمنون أن نساعدهم في إيضاح الصورة الحقيقة للإسلام والمسلمين, ولكن هناك تعاطف مع المسلمين من قبل بعض الأفراد والهيئات وفتحت قنوات للتحدث عن الإسلام لم تكن متيسرة من قبل ولكن الأمور أصبحت صعبة على المسلمين وأصبح الإسلام كله متهما من قبل المتعصبين المسيحيين ومن بعض المفكرين والكتاب.

وتحدثوا عن الخلط بين الإسلام والثقافة الشعبية عن الوطن.. وعن مستقبل الأجيال, والتعاون مع الاختلاف وأمور أخرى.. ويتعاطفون مع المملكة ضد الإرهاب والعمليات الإرهابية ويشعرون أنها تؤثر عليهم وتجعلهم في موضع لا يحسدون عليه..

ثم شكرناهم على مشاعرهم تجاه المملكة وأن هذا شعور غير مستغرب منهم..

وبعد انتهاء اللقاء صلينا مع بعض ثم ذهبنا مع بعض إلى السفارة السعودية حيث أقامت حفل غداء حضرها بعض موظفي السفارة وكان الأستاذ/ رحاب محمد إبراهيم مسعود هو الذي في الواجهة.

في اليوم نفسه الأربعاء الساعة 4- 30ر6  لقاء مع ” الكرامة ” وهي مجموعة النساء المسلمات المحامية عن حقوق الإنسان في واشنطن .

وبعد التعارف قدمت رئيسة المجموعة فكرة عن نشاطاتهم وأنهم مجموعة من النساء المسلمات الأمريكيات الجنسية وإن كان معظمهم من أصول عربية أو هندية أو غيرها.. مهمتهم الدفاع عن المسلمات في أمريكا فيما يتعرضن له من عدم احترام لحقوقهن سواء داخل أسرهن أو في مدارسهن أو جامعاتهن أو عملهن أو أحيائهن.. وأنهن يقمن بهذا العمل بشكل تطوعي وأنهن يحاولن حل بعض القضايا بصفة ودية إذا كانت تتعلق بسمعة أي بلد مسلم لأنهم كما يقولون لا نريد أن نزيد الطين بله ولا نريد أن يصل أي قضية إلى الإعلام إلا إذا كانت تمس حقوق المسلمين مع الآخر..

وجدنا منهم ترحيباً للتعاون والتفاهم مع المملكة وأنهم يقدرون دورها وأنها مرجعهم الشرعي والعلمي وقبلتهم وكان لديهم بعض الاستفسارات التي أجبنا على بعضها وطلبنا منهم أن يواصلوا الاتصال المباشر مع علماء المملكة في أي استفسار.

وشكرناهم على مواقفهم وجهودهم وكان لقاء مع أخوات فاضلات وكان بعض الإخوة في السفارة قد حذرونا من اللقاء بهن وأننا قد نتعرض إلى انتقادات حول وضع المرأة في المملكة, وما وجدناه أن الأخوة في السفارة تنقصهم المعلومة عن ” الكرامة ” وظنوا ما ظنوا من خلال الاسم فقط.. ونحن نؤيد التعاون معهم ومساعدتهم في نشاطاتهم فهي تخدم المسلمين وقضاياهم وتدافع عنهم وحبذا لو دعي بعضهن للتعرف على عالمات من السعودية حتى تكون الصورة واضحة لديهم من قرب..

يوم الخميس 4/11/1425هـ – 16/12/2004م ..

من 9 – 11 صباحاً:

لقاء في الجامعة الأمريكية في واشنطن..

وقد نظم اللقاء البروفيسور عبدالعزيز سعيد وحضره نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية وعدد من الأساتذة المعنيين بالشرق الأوسط وطلاب الدكتور سعيد في الدراسات العليا..

وبعد الترحيب تم التعارف بين الحاضرين ثم بدأ الحوار.. وطرح قضايا مثل:

  • كيف يمكن أن تسهم المملكة العربية السعودية بعلمائها في الحوار الداخلي بين اليهود والمسيحيين والمسلمين من أجل فهم مشترك ؟
  • كيف يمكن تطوير مفاهيم الحوار هذا في التعليم والإعلام والمعاهد المتخصصة في دراسة الأديان, وكيف نستفيد من الإرث التاريخي العظيم في هذا المجال.
  • كيف يمكن أن نسهم بصفتنا أكاديميين في دراسة الأديان في نشر ثقافة السلام كيف يمكن أن نقوم بتجسير الفجوة في اختلاف المفاهيم لنكون أقرب إلى بعض ؟
  • كيف يمكن أن نجعل من أصوات المتطرفين أصواتا خافضة وأن نشجع الأصوات المعتدلة في كل بلد ؟
  • ما نظرة المسلمين للإرهاب, وغير ذلك من القضايا التي كانت محور اللقاء العلمي المثمر والذي قال أحد الطلاب اللقاء أنني سأذهب إلى أهلي في جورجيا وأقول لهم لقد قابلت أساتذة سعوديين مثلنا تماماً ولديهم الاحساسات والمشاعر والاهتمامات نفسها ؟

وقد شكرناهم على إتاحة هذه الفرصة العلمية المفيدة ولكنهم طالبوا بالا تكون الأولى والأخيرة وأنهم بحاجة إلى تكرار مثل هذه اللقاءات كل فصل دراسي هنا وهناك.

الخميس 4/11/1425هـ – 16/12/2004م .

          في تمام الساعة الثانية لقاء في البيت الأبيض مع الدكتور/ جيم توي JIM TOWEY المسؤول عن ” مبادرة التقوية الإيمانية ” في البيت.. وبعد الترحيب والتعارف تحدث عن هذه الإدارة وأهميتها واهتمام الرئيس برسالتها في أهمية الدين في حياة الأمة, وأن الدين يعزز القيم الصحيحة وخاصة قيم الأسرة ويقلل من الجريمة وأخطارها وأنه يقدر المملكة وحرصها على الدين وقيمه ومبادئه؛ وينكر على فرنسا منعها الحجاب وأن هذا ضد حرية التدين..

وقد شكرناه على استقباله لنا وعلى رؤيته عن المملكة وأشدنا بهذه المبادرة من الإدارة الأمريكية بالاهتمام بالدين وأوضحنا له التخوف من أن يكون ذلك على حساب حرية الأديان وبخاصة أن يتضرر المسلمون من ذلك داخل أو خارج أمريكا وأوضحنا له أن الدستور الأمريكي الذي ينص على الفصل بين الكنسية والدولة كان دقيقاً في تعبيره في هذا الفصل بين الكنسية كمؤسسة وبين الدولة كمؤسسة لكنه لم ينص على الفصل بين الدين والدولة.. والدين إيمان ومبادئ وتطبيق يؤثر على السلوك السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيره..

وأبدى نفيه لأن تمس حرية المسلمين وأوضح أنهم بصدد دراسة مسألة الزكاة وسبل توزيعها وأنها من الأهمية بمكان لقبول ونقل التبرعات بين المسلمين..

ثم شكرنا على هذه الزيارة وتمنى أن تتكرر وشكرناه بالمثل وودعنا إلى خير..

الخميس 4/11/1425هـ – 16/12/2004م .

الساعة 4- 6 لقاء في وزارة الخارجية..

وكان منهم ديفيد بولوك .. كبير المستشارين عن الشرق الأوسط في الخارجية..

وديفيد ج وهدون – مدير إدارة الشؤون السعودية في الخارجية..

وديفيد إبرامسون – مسؤول الشؤون الخارجية.

وغيرهم..

وبدأ التعارف والترحيب..

ذكرنا لهم هل هي مصادفه أن يكون خمسة من سبعة من أعضاء فريق الخارجية الاسم الأول لهم ديفيد.. وهل هي مصادفة أن يكون أحد منا أسمه سليمان ابن داود.. وأن رئيس الوفد اسمه إبراهيم.. أبوكم جميعاً..

وأكدنا لهم أن اللقاء المباشر يحدث تغيراً كبيراً في المواقف.. وأن هناك انطباعات مسبقة يتأثر بها كل أحد..

وأن زيادة المعرفة والعلاقات تقلل من سوء الفهم المشترك وكان من المستغرب أن المسؤول عن القسم السعودي في الخارجية لم يزر السعودية من قبل.. وأن معلوماته من خلال التقارير التي ترسل إليه من السفارة..

وكانت لديهم استفسارات عن تعليم المرأة.. وعندما قلنا لهم إن 54% من عدد الطلاب هم من الإناث استغربوا. وقالوا لم نكن نعرف ذلك.

وكان لهم تساؤل عن مسيرة الإصلاح.. وعن الإرهاب ولما قلنا لهم عن موقفنا من الإرهاب قالوا لماذا لا ترفعون أصواتكم عالية لنسمعها.. قلنا وهل يتاح في إعلامكم إلا للصوت الذي يريده الإعلام أن يسمع.. وتم نقد بعض المعايير العلمية التي يستند إليها تقرير الخارجية عن المملكة.

وكان حواراً بناء.. اهتموا فيه.. وخرج بعضهم لمزيد من الاستفسارات معنا إلى خارج الوزارة.. وأمضوا الوقت الذي هو بعد الدوام حرصاً على اللقاء وتأكيداً على أهميته.. وقالوا عبارة ” على الرغم من قصر الزيارة إلا أنها مليئة ومفيدة “.

          وفي مساء الخميس أقامت الشؤون الإسلامية في سفارة المملكة حفل عشاء في أحد المطاعم حضرها بعض المهتمين وبعض أفراد السفارة.

– يوم الجمعة 5/11/1425هـ الموافق 17/12/2004م لقاء في مركز دراسات الإسلام والديموقراطية، وبعد الترحيب والتعارف قدموا نبذة عن هذا المركز وأنه مركز دراسات وتدريب يحاول أن يقدم الديمقراطية من منظور إسلامي ويعمل على نشر الثقافة الديموقراطية في العالم.. ويقدم الدورات التدريبية لعدد من المهتمين بالاستراتيجية الديمقراطية من وجهة النظر الإسلامية سواء من الأمريكان أو غيرهم.

وهو مركز له مجلس إدارة يرأس مجلس الإدارة عبدالعزيز ساشادينا ، ونائب الرئيس جون اسبوزيتو وله لجنة تنفيذية يرأسها رضوان المصمودي .

ومدير برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا علي رمضان ابو زعكوك والمسؤول الإداري ظهير جان محمد.

          وقد شكرناهم على تنظيم هذا اللقاء وأشدنا بتقديم الديموقراطية من خلال منظور إسلامي.

          وذكرنا لهم أن فرض الديموقراطية بالقوة ضد الديموقراطية نفسها وأن الديموقراطية تنبع من الشعوب ومن ثقافتها وفكرها وحاجتها وليس من خلال حاجة وثقافة الآخرين.

          وكان لهم تساؤلات عن الانتخابات البلدية.. وأكدنا أنها خطوة في نشر ثقافة الانتخاب، وأنها مبشرة وقد تخرج عنها ومنها دراسات مستقبلية تفيد المجتمع.

       وسألوا لماذا لم تشارك المرأة وقلنا لهم متى شاركت المرأة في الانتخابات الأمريكية ؟! إن ذلك حصل بعد 150 سنة من بدء الانتخابات الأمريكية .. لماذا الاستعجال ليس هناك ما يمنع نظاماً من مشاركتها ولكن تحتاج المشاركة إلى شئ من التنظيم والترتيب الذي سيأتي في وقته وزمانه.

          ودار نقاش حول المركز وأهدافه ومن يموله وأبرز عناصره وبرامجه التدريبية والدراسات التي قام بها.. وأجبنا على تساؤلاتهم حول بعض المعلومات.. عن التعليم والمرأة.. والانتخابات والشورى وغيرها، وكان لقاءً مفيداً ولكنه قصير.. حيث ذهبنا إلى السفارة لأداء الصلاة حيث أم المصلين في السفارة الدكتور/ إبراهيم السعدان وبعد ذلك أقام الملحق الثقافي الدكتور/ مزيد المزيد حفل غداء كبير حضره مسؤول الأديان في البيت الأبيض الذي قابلناه بالأمس وكبير الأساقفة الذي قابلناه يوم الاثنين Kerry.. وعدد من أساتذة الجامعات في واشنطن وكان غداء عمل وإعلام طيبا.

          وبهذا تختتم الزيارة رسمياً..

( التوصيات )

يوصي الوفد بالآتي:

  1. التنسيق مع معهد السلام التابع للكونغرس.. من أجل ترتيب زيارة للمملكة تضم معظم الفئات التي تعاونت مع المعهد في هذه اللقاءات.
  2. تكرار اللقاءات بصفة مجدولة من أجل إيضاح الصورة وليس بالضرورة أن يكون الأعضاء أنفسهم ولكن على الوتيرة نفسها.
  3. التنسيق مع بعض الأقسام في الجامعات الأمريكية وبخاصة دراسات الشرق الأوسط لعقد لقاءات علمية وتؤخذ تجربة الجامعة الأمريكية في واشنطن بالحسبان.
  4. دعوة معالي الدكتور Jim Towey مسؤول الديانات في البيت الأبيض وكذلك مسؤول قسم السعودية في وزارة الخارجية لزيارة المملكة.
  5. دعوة رئيسة وأعضاء مؤسس ” كرامة ” لأداء فريضة الحج أو العمرة.
  6. وضع آلية منظمة مع السفارة في واشنطن لترتيب مثل هذه الزيارات والعناية بها.
  7. دقة اختيار أعضاء الوفود التي تذهب لمثل هذه المهمة ووضع آلية منظمة لذلك.

( الوفد )

  • أ.د. إبراهيم بن مبارك الجوير – أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – دكتوراه في علم الاجتماع من جامعة فلوريدا.

متخرج كلية اللغة العربية لديه اهتمام بحوار الحضارات والدراسات المقارنة.

  • د. إبراهيم بن عبدا لله السعدان – أستاذ مشارك في التربية الإسلامية – عميد عمادة المعاهد في الخارج.. دكتوراه من بريطانيا – ومتخرج من كلية أصول الدين وسبق له التعليم في اندونيسيا.
  • د. حمد بن عبدالله الماجد – أستاذ مساعد في التربية – دكتوراه من بريطانيا – رئيس المركز الإسلامي في لندن لبضع سنوات – متخرج من كلية الشريعة بالرياض.
  • د. سليمان بن محمد الجار الله – أستاذ مساعد – كلية أصول الدين قسم السنة – دكتوراه من بريطانيا في الاستشراق.. عمل مديراً للمعهد الإسلامي في واشنطن لبضع سنوات متخرج من كلية أصول الدين.
  • د. عبدالله بن محمد الحميد – أستاذ مساعد في العلوم السياسية – جامعة الملك سعود – دكتوراه من أمريكا في التسامح بين الأديان وله اهتمام بهذا الجانب.

وكل واحد كانت له مشاركة فاعلة وقوية ومفيدة في هذه اللقاءات.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.