اثر وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة على الحوار في العلاقات الاجتماعية

مقدمة :

قربت وسائل الاتصال الحديثة بين الأشخاص المتباعدين جغرافيا، وجعلت العالم يبدو بحق قرية صغيرة أو كفا صغيرا من حيث سهولة التواصل وتبادل المعلومات والخبرات، وإن كانت هذه القرية الصغيرة اتصالاً، لا تزال عالمًا متنائيا متنافرًا أفكارًا وقيمًا.

يشهد العالم المعاصر مجموعة من التغيرات المتسارعة في مجال الاتصال وتقنية المعلومات، ما جعل العالم كفا كونيا تنتقل فيها المعلومات إلى جميع أنحاء الكرة الأرضية في أجزاء من الثانية، و لا شك أن هذه التغيرات لها تأثيرها المباشر على الأفراد والمؤسسات المكونة للمجتمعات، ما دفع المستحدثات للتكيف معها لتحقيق الاستفادة مما تقدمة من مزايا في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية كأحد مجتمعات العالم المعاصر لم تكن بعيدة عن هذه الثورة فهي تشهد منذ عدة عقود إقبالا كبيرا في مجال التحول إلى مجتمع تقني يقوم على الاستفادة من المزايا التي تقدمها تقنية الاتصال بشكل خاص والتقنية الحديثة بشكل عام في جميع الميادين، لمواكبة عصر المعلومات الذي فرض على الجميع، وحتى لا تجد نفسها في عزلة عن بقية دول العالم.

وتعد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت وأشهرها على الإطلاق الفيسبوك وتويتر من أحدث منتجات تكنولوجيا الاتصالات وأكثرها شعبية، ورغم أن هذه المواقع أُنشئت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد لكن استخدامها امتد ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث السياسية وكذلك الدعوة إلى حضور الندوات أو التظاهر، وبداية ظهور المواقع عام 1995 للربط Classmates.com الاجتماعية كانت في منتصف التسعينيات حيث أُنشئ موقع عام 1997 الذي ركز على الروابط المباشرة بين   SixDegrees.com بين زملاء الدراسة و موقع الأشخاص، وظهرت في تلك المواقع الملفات الشخصية للمستخدمين و خدمة إرسال الرسائل الخاصة) مجموعة من الأصدقاء. (خالد، ٢٠٠٨ ، ص: ٥

 و مع بداية عام 2005 ظهر موقع my space الأميركي الشهير الذي يعتبر من أوائل و أكبر الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم ومعه منافسه الشهير فيسبوك و الذي بدأ أيضا في الانتشار المتوازي مع ماي سبيس حيث وصل عدد المشتركين في الفيسبوك بعد ست سنوات من عمره أكثر من ٨٠٠ مليون مشترك من كافة أنحاء العالم (السيد، ٢٠٠٩ ، ص: ١١ )،

 أما مستخدمي تويتر والذي ظهر عام ٢٠٠٦ م فقد وصل عددهم حتى عام  ٢٠١٠  إلى أكثر من ٢٠٠ مليون  مغرد( المنصور، ٢٠١٢ ، ص: ٨٦).

و تعتبر مواقع التواصل الإلكترونية هي الأكثر انتشارا على شبكة الإنترنت لما تمتلكه من خصائص تميزها عن المواقع الإلكترونية الأخرى، مما شجع متصفحي الإنترنت من كافة أنحاء العالم على الإقبال المتزايد عليها بالرغم من الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها الشبكات الاجتماعية على الدوام، من تدهور المجتمع الأسري وتفككه، لكن في المقابل هناك من يرى فيها احتمالية تقريب المفاهيم والرؤى مع الآخر، والاطلاع والتعرف فهو وسيلة مهمة للتنامي والالتحام بين ثقافات الشعوب المختلفة، إضافة لدورها الفاعل والمتميز كوسيلة اتصال ناجعة.

(الانتفاضات الجماهيرية. (المرجع السابق، ص: ٢٢

وفي هذا الصدد تشكل شبكات التواصل الإلكترونية موضوعا تصطدم فيه أطروحتان مختلفتان، الأطروحة الأولى ترى في هذه المواقع فرصة للبشرية لتبادل الاتصال والمعرفة والقضاء على عوائق الزمان التي تختزل الزمان والمكان فتزيد في تقارب الناس وترفع من درجة تفاعلهم وتنشئ علاقات اجتماعية جديدة، كما  تقوم بقدر هائل من الإجراءات في التعاملات والمبادلات التجارية والاقتصادية فيما تنظر الأطروحة الثانية تشكل مصدر الخطر الحقيقي على العلاقات الاجتماعية، وتؤدي إلى رؤية الشبكات من وجهة نظر كارثية إذ ترى ولادة مجتمع يحمل عوامل القطيعة مع التقاليد الثقافية، كما تؤدي إلى العزلة وتفكك نسيج الحياة الاجتماعية ويرى هؤلاء أن وسائل التواصل الاجتماعي قد اقتحمت الحياة العائلية بحيث قللت من فرص التفاعل والتواصل داخل الأسر ة. (بوشليبي، ٢٠٠٦ ، ص: ١٤٣)

و في ضوء ما تم التطرق إليه آنفا، تأتي هذه المقالة لرصد أثر استخدام شبكات التواصل الإلكترونية وتحديدا الفيسبوك وتويتر على العلاقات الاجتماعية ، ويرجع سبب اختيار هذا الموضوع لظهور ووضوح عدة تأثيرات ناتجة عن انتشار استخدام هذه الشبكات ما جعل هذا النوع من التواصل محل دراسة وبحث خاصة مع تواتر السلبيات والإيجابيات التي ترد يوما بعد يوم في التراث العلمي الميداني لبحوث الاتصال.

ولكن المفارقة المدهشة في ثورة الاتصالات أنها قربت المتباعدين وأبعدت المتقاربين، فالمرء يتواصل بانسيابية واستمتاع مع أشخاص من أقاصي الأرض، ويخصص لذلك أوقاتاً غالية، ولكنه يستثقل أن يمر على أمه للاطمئنان عليها، أو أن يمنح أبناءه ساعة من نهار يتعارفون خلالها، أو أن يفارق مقعده ليتنزه مع أصدقائه الحقيقيين.

والمرأة قد يكون لديها عشرات الصديقات من دول مختلفة، فهذه صديقة من الهند، وتلك أخرى من السند، وثالثة من القطب الشمالي، ورابعة من جبال الأنديز، تبني جسور تواصل وتفاهم مع أشخاص مختلفين، ولكنها تضيق ذرعًا ببناء جسر مع جارة قريبة لها ولو بإلقاء السلام، أو تهنئة بالعيد، فجسر التواصل محبب وسهل في العالم الافتراضي، ومع الأشخاص الإلكترونيين، ولكن حاجز الفرقة والانعزال للمقربين مكانيًا، في ذلك العالم الحقيقي الممل التقليدي، الذي لا تديره “الكليك”، وليس فيه خيار “الظهور دون اتصال”.

هذه النظرة السلبية لوسائل الاتصال الحديثة، والتي تتهمها بإفساد الإحساس الاجتماعي لدي الأفراد، لا تتفق عليها الدراسات، فالبعض يعتبرها مغالاة، وتصلب أمام تطور هائل وإيجابي من أروع ما اختبرته البشرية.

الإطار النظري :

المبحث الأول:  وظيفة وسائل التواصل بصفتها إعلام

-1الإشباعات  المتحققة من التعرض لوسائل الإعلام

-2توقعات الجمهور من وسائل الإعلام

-3دوافع الاستخدامات

4-الأصول الاجتماعية و النفسية لاستخدامات وسائل الاتصال

المبحث الثاني : أثر الانترنت

1- العلاقة بين تقنيات الاتصال والعزلة الاجتماعية

2- أرامل الإنترنت

3- المشكلات قرينة الإدمان

4- تأثير الإنترنت على المجتمع السعودي

المبحث الثالث : رأي الأسر

المبحث الرابع: الدراسات السابقة

المبحث الأول

الأصول الاجتماعية و النفسية لاستخدامات وسائل الاتصال:

يعود الفضل في اكتشاف العلاقة بين الأصول الاجتماعية والنفسية ودوافع التعرض لوسائل الاتصال إلى الباحثة (ماتيلدا رايلي) حيث تناولت هذه الأصول من حيث :

– الأصول الاجتماعية لاستخدامات وسائل الاتصال: لا يتعامل أفراد الجمهور مع وسائل الاتصال باعتبارهم أفرادا معزولين عن واقعهم الاجتماعي وإنما ( باعتبارهم أعضاء في جماعات منظمة وعليه فإن العوامل الديموغرافية والاجتماعية مثل النوع، السن، المستوى العلمي، المستوى الاجتماعي والاقتصادي، لها تأثيرها في استخدام الجمهور لوسائل الاتصال.(مكاوي، ٢٠٠٠ ، ص: ٢٥٠

– الأصول النفسية لاستخدامات وسائل الاتصال: تؤدي الاستخدامات في بعض الأحيان إلى وجود حوافز أو دوافع معينة بحاجة إلى إشباع وبالتالي تحدد العديد من الاستخدامات لوسائل الإعلام، حيث يقوم مدخل الاستخدامات والاشباعات على افتراض أن الأفراد المختلفين يختارون لأنفسهم مضامين إعلامية مختلفة وفقا للظروف النفسية بينهم، حيث تعد الظروف النفسية لأفراد الجمهور مشكلات ، تواجههم ( و يحقق التعرض لوسائل الاتصال العلاج الأمثل لمثل هذه المشكلات). (شاهين، ٢٠٠٠ ص: ٢٣٩).

٣ دوافع الاستخدامات:

الحاجات المرتبطة بوسائل (Hass) و هاس (Gurovtch) و جيرفتش (Katz) صنف كل من كاتز الإعلام إلى خمس فئات رئيسية:

١- الحاجات المعرفية: وهي الحاجات المرتبطة بالمعلومات والمعارف ومراقبة البيئة.

٢- الحاجات الوجدانية: وهي الحاجات المرتبطة بالنواحي العاطفية والمشاعر.

٣– حاجات التكامل النفسي: وهي الحاجات المرتبطة بتدعيم المصداقية والتقدير الذاتي وتحقيق الاستقرار الشخصي.

٤– حاجات التكامل الاجتماعي: وهي الحاجات المرتبطة بالتواصل مع العائلة والأصدقاء والعالم وتقوم على رغبة في التقارب مع الآخرين.

٥- حاجات الهروب : وتعكس كل ما هو مرتبط بالترفيه والتسلية.

وبوجه عام فإن معظم دراسات الاتصال تقسم دوافع التعرض والاستخدامات فئتين هما:

– دوافع نفسية: وتستهدف التعرف على الذات واكتساب المعرفة والمعلومات والخبرات وجميع أشكال التعليم بوجه عام والتي تعكسها نشرات الأخبار والبرامج التعليمية والثقافية .

– دوافع طقوسية: وتستهدف تمضية الوقت والاسترخاء والصداقة والألفة مع الوسيلة والهروب من المشكلات وتنعكس هذه الفئة في البرامج الخيالية مثل المسلسلات والأفلام وبرامج الترفيه المختلفة.

٤توقعات الجمهور من وسائل الإعلام :

تشير بحوث الاستخدامات والإشباعات إلى أن استخدام وسائل الإعلام يحقق مكافآت يمكن توقعها من التجارب الماضية مع هذه الوسائل، وهذه المكافآت من جانب أعضاء الجمهور على أساس تجار أو التنبؤ يمكن اعتبارها تأثيرات نفسية قام الأفراد بتقييمها، وقد قام (ورايبيرن) بصياغة نظرية الاستخدامات والاشباعات على أساس أن الاشباعات المتحققة لها صلة بتوقع أصلي، فيما سمي بنظرية القيمة المتوقعة لإشباعات وسائل الإعلام فالناس يتصرفون على أساس احتمال Expectancy Value Theoryما يقي ظهور النتيجة بدرجات متفاوتة وهذه متصور بأن عملا ما سيكون له نتائج خاص ، كما أن الاعتقادات والتقييمات هي التي توجه الفرد الذي لديه احتياجات يسعى لإشباعها باستخدام وسائل الإعلام. (عثمان، ٢٠٠٩ ، ص: ٢٩

٥الاشباعات المتحققة من التعرض لوسائل الإعلام:

لقد قسمها لورانس وينر  إلى نوعين:

١ إ -اشباعات المحتوى: وتمثل الإشباعات التي تتحقق من التعرض لمضمون الوسائل الإعلامية، فهي ترتبط بالرسالة أكثر من الوسيلة وتنقسم إلي نوعين هما : الاشباعات التوجيهية وتتمثل في إشباع الحاجة إلى زيادة المعلومات والمعارف وتنمية المهارات الشخصية وتأكيد الذات واكتشاف الواقع وهذا ينطبق على تشبع رغبات مستخدميها من خلال إبداء آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي من حيث الأفكار التي لا يستطيعون إيصالها والاستفادة من تجارب الآخرين وعمل علاقات مع  من يشعرون أنهم أصحاب خبرة، والنوع الثاني الإشباعات الاجتماعية وتتمثل في إشباع الحاجة إلى التواصل مع الآخرين والتحدث معهم، من خلال الربط بين المعلومات التي يحصل عليها الفرد من وسائل الاتصال وشبكة علاقاته الاجتماعية.

٢- إشباعات عملية الاتصال: وتحدث نتيجة لعملية الاتصال واختيار الفرد لوسيلة معينة دون سواها، فهي تتعلق بالوسيلة أكثر منها بالمضمون، وتنقسم إلى نوعين هما : الإشباعات شبه التوجيهية وهي إشباعات مكملة للإشباعات التوجيهية وتتعلق بإشباع الحاجة إلى الراحة والاسترخاء والمتعة والدفاع عن الذات، والإشباعات شبه الاجتماعية وهي إشباعات مكلمة للإشباعات الاجتماعية وتتعلق بإشباع، الحاجة إلى التخلص من العزلة والإحساس بالضيق والملل وعدم الشعور بالوحدة. (المشمشي، ٢٠٠٢ ص: ٣٢(

وفي ضوء ما سبق نجد أن مدخل الاستخدامات والإشباعات يقدم مجموعة من المفاهيم والشواهد المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي التي تؤكد أسلوب الأفراد أمام تلك الوسائل من خلال تعليقات وآراء ويرى هذا المدخل أن الأفراد يوظفون بفاعلية مضامين الرسائل الإعلامية التي يتم توجيهها و تدوينها في وسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك وتويتر) بدلا من أن يتصرفوا سلبيا تجاهها علاوة على أن هذا المدخل يوفر لنا مجالا رحبا لتفسير السلوك الاتصالي، كما يجب ألا يفهم من وسائل الاتصال العمل ضمن ظروف عديمة التأثير على الأفراد فهي تمارس عملها وتأثيرها على الجمهور من نواحي ثقافية واجتماعية محددة، ويشكل التعرض لوسائل الاتصال جانبا من بدائل وظيفية لإشباع الحاجات التي يمكن مقارنتها للوهلة الأولى بوظيفة قضاء الفراغ لدى الإنسان وهذا المدخل يفترض بأن اشباع الحاجات يتم ليس فقط من خلال التعرض لأي وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري ولكن يتم أيضا من خلال

التعرض إلى وسيلة إعلامية محددة بالإضافة إلى السياق الاجتماعي الذي تستخدم فيه الوسيلة .

ويمكن توظيف مدخل الاستخدامات والإشباعات على موقعي الفيسبوك وتويتر كما

يلي:

أن المتلقي عنصر فعال وهذا يعني أنه جزء هام من استخدام وسائل الاتصال الجماهيري وهكذا فإن استخدم الجمهور الفيسبوك و تويتر يمكن تفسيره كاستجابة للحاجات التي يستشعرها ويتوقع أن يشبع هذه الحاجات لدية كالبحث عن معلومة أو التسلية أو معرفة آخر الأخبار أو التفاعل مع حدث معين.

المبادرة في ربط إشباع الحاجات باختيار الوسيلة المناسبة إنما يخضع للمتلقي ذاته في عملية الاتصال وهذا النموذج يرى أن الناس مدينون للفيسبوك و تويتر لسد حاجات لها تأثير عليهم.

 –تتنافس وسائل الاتصال الجماهيري لإرضاء الجمهور والحاجات التي تخدمها هذه الوسائل تشكل جزء من نطاق شامل من حاجات الناس وهذا ينطبق على الفيسبوك وتوتير من خلال الخدمات والتطبيقات المتاحة للجمهور ولعل الإحصاءات المرتفعة للمستخدمين تدل على عمق التنافس فيما بينهما.

المبحث الثالث

الدراسات السابقة

هناك من البحوث والدراسات التي تناولت موضوع هذه الدراسة من زوايا متنوعة وأُجريت في

مجتمعات مختلفة، وأحاول أن أذكر أهم الدراسات الحديثة التي تقترب من أهداف هذه المقالة، يمكن عرضها على النحو الآتي:

أولا: الدراسات المحلية:

تأثير الإنترنت في المجتمع

أُجريت هذه الدراسة من قبل محمد الخليفي عام ( ٢٠٠٢ م) وطبقت على ( ١٣٧ ) طالبا من طلاب الجامعات من خلال تقصي فوائد شبكة  الانترنت  بهدف التعرف على تأثير الانترنت في شباب المرحلة الجامعية، واعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي، أما أدوات الدراسة فكانت المقابلة واظهرت النتائج اراء عن الإنترنت ايجابيا وسلبيا، وتوصلت الدراسة إلى:

 – أن معظم أفراد مجتمع الدراسة ( ٩١,٧ %) لديهم رغبة في استخدام الإنترنت، وتركزت أهم الاستخدامات في أغراض الاتصال، وتبادل المعلومات مع الآخرين، والبحث عن المعلومات، والترفيه والتسلية.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية لاستخدام الحاسب الآلي على أبناء الأسرة السعودية

أُجريت هذه الدراسة من قبل عبد المحسن العصيمي عام ( ٢٠٠٤ م)، وطبقت على  ( ٣١٩٣ ) طالبا تهدف إلى التعرف على أهم استخدامات الحاسب وتقنيات الإنترنت وآثارها وكانت العينة من طلاب المرحلة الثانوية، وأشارت النتائج إلى استخدام النت في البرامج الترفيهية والتعليمية والاقتصادية، واعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي، أما أدوات الدراسة  فكانت عبارة عن الاستبيان و المقابلة الهاتفية، وتوصلت الدراسة إلى :

–  أن الاستخدامات الترفيهية أكثر ما يقوم به الأبناء عبر الإنترنت وأكثر هذه الاستخدامات هي زيارة مواقع الألعاب والاطلاع على الأغاني والفيديو كليب، ومتابعة الصور العاطفية، ثم اللعب مع الأصدقاء عبر الشبكة، ومتابعة البرامج الرياضية.

الغرض الثقافي هي زيادة الاطلاع على أحداث العالم وإتاحة المعلومات بسرعة ومعرفة .

الغاية التعليمية فقد كان محدودة وتتمثل معظمها في تسهيل إجراء البحث عن أهم الاستخدامات في البحوث وتحسين مستوى الحوار والكتابة ثم الاتصال بالزملاء، أما أهم الآثار فهي دعم انتشار اللغة الإنجليزية.

الغرض الاقتصادي هو الحصول على معلومات اقتصادية وزيادة الصرف المالي.

أثر ثقافة العولمة على القيم المحلية للشباب السعودي

أُجريت هذه الدراسة من قبل نوف آل الشيخ عام ( ٢٠٠٦ م)، حيث قامت بدراسة    ( ٩١١ ) طالب وطالبة من جامعة الملك سعود بالرياض وجامعة الملك عبد العزيز بجدة، و أظهرت اتجاهات العينة نحو تأثير العولمة الثقافية المتمثلة في برامج القنوات الفضائية، واستخدام شبكة الإنترنت على القيم وكذلك معرفة مدى استخدام تقنيات الاتصال الحديثة بين أفراد مجتمع الدراسة، واعتمدت الباحثة على منهج المسح الاجتماعي عن طريق العينة العشوائية، واستخدمت الاستبانة كوسيلة لجمع البيانات، وتوصلت الدراسة إلى:

– أن هناك اقتناع لدى مجتمع الدراسة بأن وجود الإنترنت أدخل تغيرات إيجابية في أفكار الشباب.

– أيد بعض أفراد العينة فكرة شراء كل ما هو جديد من أجل مجاراة الآخرين.

– أن أفراد العينة لا ترى أهمية لبرامج التسوق الدعائية الموجودة في الإنترنت والقنوات الفضائية.

– يرى أغلبية أفراد العينة أن توفر تقنيات الاتصال الحديثة يمنح الشعور بالاستقلالية والثقة في النفس.

استخدامات الإنترنت في المجتمع ا لسعودي

أُجري هذا البحث من قبل فريق يتكون من فهد العرابي وآخرون عام (٢٠٠٧ م), وطبقت الدراسة على ( ٢١٦٠ ) مبحوثا نصفهم من الذكور والنصف الآخر من الإناث من مختلف الشرائح السكانية والاجتماعية للمواطنين السعوديين، ويهدف البحث إلى الكشف عن نسب استخدام الإنترنت بين الفئات السكانية المختلفة وكذلك التعرف على أسباب عدم استخدام الإنترنت عند غير المستخدمين، واعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعي وأداة الاستبيان لجمع البيانات وتوصلت إلى ما يلي:

– أن معدل استخدام الإنترنت بين المواطنين من الذكور والإناث بلغ ٥١.٢ ٪، وهذه النسبة تبين معدل انتشار الانترنت في المملكة.

– أكدت الدراسة وجود علاقة طردية بين المستوى التعليمي واستخدام شبكة الإنترنت حيث يزداد معدل استخدام الإنترنت كلما ازداد المستوى التعليمي.

– أظهرت الدراسة أيضا أن الشخص إذا كان أمي في استخدام الإنترنت كان هذا السبب الرئيس في

عدم الاستخدام، حيث بلغت نسبتهم ٥٣ ٪، ويليه “عدم توفر ما يلزم من الأدوات والأجهزة” بنسبة.٪ ١٩.٥

– أوضحت الدراسة أن ٣٧ % من مستخدمي الإنترنت في المملكة العربية السعودية يقضون أكثر من ساعتين يوميا في استخدام الإنترنت، وأن ١٥.٥ % يقضون أكثر من ثلاث ساعات في استخدامه.

– أظهرت الدراسة ارتفاع نسبة عدم استخدام الإنترنت للبيع والشراء لتصل إلى ٦٤,٥ % من إجمالي المبحوثين وهذا يعود إلى غياب ثقافة التسوق عبر الإنترنت.

استخدام طلاب وطالبات الجامعات السعودية شبكة الفيس بوك

أُجريت هذه الدراسة من قبل جارح العتيبي عام ( ٢٠٠٨ م)، وقد شملت طلاب وطالبات السنة التحضيرية في ثلاث جامعات سعودية هي جامعة الملك سعود- جامعة الملك فيصل – جامعة الملك فهد تهدف الدراسة إلى التعرف على دوافع استخدام الفيسبوك والإشباعات المتحققه من استخدامه،  واعتمد الباحث على منهج المسح الاجتماعي والاستبيان كأداة لجمع البيانات وتوصلت الدراسة إلى:

– انتشار استخدام الفيس بوك بين طلاب وطالبات الجامعات السعودية بنسبة ٧٧ %، و يظهر تأثير الأهل والأصدقاء في التعرف عليه.

– كان دافع الفضول والمشاركة الأول في دفعهم لاستخدام الفيس بوك وكذلك الأول في الإشباعات المتحققة من استخدامه.

– أكدت العينة تحقيق الفيس بوك في تأثيره على الشخصية ما لا تحققه الوسائل الإعلامية الأخرى وكذلك تأثير استخدام الفيس بوك على استخدامهم للوسائل الإعلامية الأخرى.

آثار الإنترنت التربوية على طلاب المرحلة الثانوية

أُجريت هذه الدراسة من قبل عبد الله القصير عام ( ٢٠٠٩ م)، وطبقت على طلاب المرحلة الثانوية تهدف الدراسة إلى معرفة الإنترنت ونشأته، الوقوف على آثاره الإيجابية والسلبية ، في منطقة القصيم، والتعرف على طرق الوقاية من سلبياته ، وكذلك الوقوف على دور الإنترنت في التنمية واعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي، والاستبيان لجمع البيانات، وتوصلت الدراسة إلى:

 – أن النسب التي وردت في بعض الدراسات تثبت ظاهرة انتشار الإنترنت بين طلاب المرحلة الثانوية.

– أن أغلب من يتصفح الإنترنت من الطلاب يفضلون المواقع ذات الأثر السلبي.

– أن للإنترنت آثار سلبية وآثار ايجابية، ويبقى دور التربية مهما في تعزيز الآثار الإيجابية وحماية الطلاب من الآثار السلبية.

المحادثة عبر شبكة المعلومات (أنماطها ودوافعها وآثارها):

أُجريت هذه الدراسة من قبل سهام العزب ومحمد الغامدي عام ) ٢٠١١ م(، وطبقت في جامعة الملك عبد العزيز بجده على ٤٧٤ طالبا وطالبة من مختلف الكليات العلمية والنظرية، وتهدف الدراسة إلى التعرف على الأنماط والدوافع والآثار المترتبة على استخدام غرف الدردشة عبر شبكة المعلومات وعلاقتها بمتغيرات (العمر والمعدل الدراسي والدخل، وتم الاعتماد على منهج المسح الاجتماعي وعلى أداة الاستبيان لجمع البيانات، وتوصلت الدراسة إلى:

– أن غرف الدردشة هي أحد الأساليب الفعالة للتواصل الاجتماعي ومدة استخدامها تتراوح من ساعة إلى أقل من ٣ ساعات يوميا لدى الجنسين وفترة المساء هي الوقت المفضل للاستخدام.

– دوافع النسبة الأعلى من مستخدمي غرف الدردشة كانت التسلية وقضاء وقت الفراغ بالنسبة

للجنسين، فقد بلغت ٤٦,٧ % للتسلية و ٣٩ % لقضاء وقت الفراغ لدى الذكور، في حين سبق قضاء١٥,٢ % على التوالي. ،% وقت الفراغ التسلية لدى الإناث فقد بلغت النسبة ١٨,٢

– أن غالبية المستخدمين تربطهم علاقات متوسطة واهتمامات مشتركة مع الأصدقاء عبر غرف الدردشة، وغالبيتهم يضطرون إلى عدم قول الحقيقة ولديهم اتجاه نحو الجرأة في الحوارات مع الجنس الآخر.

–  توجد علاقة ارتباطيه سالبة بين العمر ومعظم أبعاد أنماط الاستخدام مثل معدل استخدام غرف الدردشة وملكية جهاز حاسب خاص ما يشير إلى الانخفاض على معظم أبعاد الاستخدام بزيادة المرحلة العمرية للطلاب.

ثانيا: الدراسات العربية:

تكنولوجيا الاتصالات وآثارها التربوية والاجتماعية

أُجريت هذه الدراسة من قبل حلمي عمار و عبد الباقي أبو زيد عام ( ٢٠٠١ م)، وطبقت في المجتمع البحريني على عينة من المعلمين ومديري المدارس و اختصاصيي المناهج وطلاب المرحلة الثانوية والجامعية بلغ عددهم ١٦٥ ، وقد كان البحث يهدف إلى التعرف على أثر تكنولوجيا الاتصالات على نوعية التعليم و على مجالات العمل الحالية والمستقبلية للشباب، والتعرف على أثر تكنولوجيا الاتصالات على العلاقات الاجتماعية الإلكترونية وعلى مستقبل الشباب البحريني، وقد اعتمد الباحث منهج المسح الاجتماعي وعلى أداتي المقابلة و الاستبيان لجمع المعلومات، وتوصلت الدراسة إلى:

– أن الطلاب يميلون إلى الصداقة والتعارف من خلال الإنترنت أكثر من غيرهم من أفراد العينة.

– أوضحت الدراسة أن ما تقدمه تكنولوجيا الاتصالات من مزايا يفوق بكثير سلبيا التواصل وتوفير فرص عمل والتنمية الفكرية وزيادة المعلومات وتوفرها.

تأثير الاتصال عبر الإنترنت في العلاقات الاجتماعية

أُجريت هذه الدراسة من قبل حلمي خضر ساري عام ( ٢٠٠٣ م)، وطبقت في المجتمع القطري على عينة من الشباب في مدينة الدوحة من كلا الجنسين بلغ حجمها ) ٤٧١ )، وتهدف الدراسة إلى معرفة الأبعاد النفسية والاجتماعية والثقافية التي تركها الإنترنت بوصفه وسيلة اتصال إلكترونية و تمَّ استخدام أداة الاستبيان، وتوصلت الدراسة إلى:

– وجود ما نسبته ( 38.6 %) من أفراد العينة كانوا قد تحدوا آليات الضبط الأسري والاجتماعي وقاموا بالتعرف إلى العواقب المترتبة على مثل هذه اللقاءات المباشرة وجها لوجه بمن تعرفوا إليهم عبر الإنترنت.

– نجم عن استخدام الشباب للإنترنت تراجع في مقدار التفاعل اليومي بينهم وبين أسرهم وتراجع في عدد زيارات الأقارب.

– أن هناك حالة من العزلة والاغتراب النفسي بين الشباب باعد بينهم وبين مجتمعهم إذ بلغت نسبة هذه الحالة ( 40.3 %) ، وفي نفس الوقت يعمل الإنترنت على تقريب البعيدين مكانيا و اختزال المسافات الجغرافية بين ما نسبته ( 67.1 %)منهم لتشعرهم بالقرب النفسي بأسرهم وعائلات يعيش ابنائهم خارج الوطن.

العلاقة العاطفية بين الجنسين باستخدام الوسائل الإلكترونية بين المجتمع الافتراضي والمجتمع الحقيقي:

أُجريت هذه الدراسة من قبل زموري زينب و بغدادي خيره عام ( ٢٠٠٥ م)، وطبقت في جامعة ورقلة بالجزائر على طلبة العلوم الاجتماعية والإنسانية (قسم علم الاجتماع وعلم النفس) وتهدف الدراسة إلى الكشف عن مدى خروج العلاقات بين الجنسين بواسطة الإنترنت من مجتمعها الافتراضي إلى العالم الحقيقي، واعتمد الباحثان على المنهج الوصفي التحليلي وعلى أداة الاستبيان لجمع المعلومات، وتوصلت الدراسة إلى:

– أن معظم أفراد العينة يتصلون بموقع الفيسبوك في أوقات الفراغ ويهدفون من اتصالهم تكوين علاقات صداقة وتبادل الأفكار مع الجنس الآخر، إلا أن هذه العلاقات غير جدية بل هي عبارة عن منفذ فقط للتسلية والترفيه عن النفس بالنسبة لهم.

–  أن هذه العلاقة لم تصل إلى مجال تواجدها الحقيقي لأنها غير جدية بل هي علاقة تسلية وترفيه . ويفسر لنا أن هناك نوع من عدم التجاوب في بعض الأفكار بين الطرفين.

– كشفت الدراسة عن فئتين من المندمجين في العالم الافتراضي، الفئة الأولى تبحث عن هذا

المجتمع وتقاليده التي تكبح جماح مشاعرها وبالتالي يعتبر العالم الافتراضي وسيلة لتحققها بعيدا عن ضغوط المجتتمع وتقاليده، أما الفئة الثانية فهي أيضا مندمجة في العالم الافتراضي فهو بالنسبة لها هروب من سلطة المجتمع ولكنها تحاول أن تتحدى سلطة التقاليد والقيم وتتجاوزها بالإبقاء على العلاقة العاطفية .

أثر استخدام الفيسبوك على العلاقات الاجتماعية

أجرى هذه الدراسة ميشيل فانسون عام ( ٢٠١٠ م)، وقد طبقت على عينة قوامها ١٦٠٠شاب من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في بريطانيا، حيث هدفت للتعرف على أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي وأداة الاستبيان لجمع المعلومات وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها:

– أن أكثر من نصف الأشخاص البالغين الذين يستخدمون مواقع من بينها)الفيسبوك واليوتيوب) قد يقضون وقتا أطول على شبكة الإنترنت من ذلك الوقت الذي يقضونه مع أصدقائهم الحقيقيين أو مع أفراد أسرهم.

1- العلاقة بين تقنيات الاتصال والعزلة الاجتماعية توصلت الدراسة التي أجراها مشروع “بيو للإنترنت والحياة الأمريكية” إلى أن الأمريكيين الذين يستخدمون تقنيات الاتصال الحديثة اجتماعيون أكثر من غيرهم، وأن الإنترنت والهواتف المحمولة لا تشد الناس بعيدا عن الأوساط الاجتماعية التقليدية بل تعززها، حيث يرتبط استخدامها بشبكات مناقشة أوسع وأكثر تنوعًا.

ورغم أن الدراسة الجديدة أشارت إلى أن استخدام الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك قد يحتل مكان العلاقات مع الجيران، إلا أنها تظهر أن مستخدمي الانترنت قد يزورون جيرانهم مثلهم مثل الآخرين، كما أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت بكثرة في العمل، غالباً ما ينتمون إلى مجموعات تطوعية محلية أيضاً.

ولكن ما مدى صلة هذه الدراسة بالمجتمعات العربية التي تتخذ فيها العلاقات الأسرية والاجتماعية أبعادا أعمق وأوثق من مثيلاتها في الثقافات الأخرى؟

قال أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة اليرموك الدكتور عدنان العتوم أن ثورة المعلومات والاتصالات وانتشار الانترنت في البيوت والمؤسسات والمقاهي تعد ظاهرة تستحق الاهتمام والدراسة لمعرفة آثارها الاجتماعية والنفسية كما تركت اثارها في الجوانب الأخرى العديدة.

وأضاف، لوكالة الأنباء الأردنية، إن استخدام الانترنت من قبل العديد من الناس وخصوصًا شرائح المراهقين والشباب أصبح من الظواهر التي يرى الإنسان العادي انعكاساتها مع كل من يتعامل مع هذه الشرائح .. فاستخدام الانترنت أصبح بديلاً للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب وأصبح هم الفرد قضاء الساعات الطويلة في استكشاف مواقع الانترنت المتعددة مما يعني تغيرًا في منظومة القيم الاجتماعية للأفراد حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك الذي يمثل عنصرًا هامًا في ثقافتنا.

وأشار إلى أن الاستخدام الفردي للحواسيب والانترنت يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف، وأن بعض الدراسات الأولية تشير إلى أن استخدام الانترنت يعرض الأطفال والمراهقين إلى مواد ومعلومات خيالية وغير واقعية مما يعيق تفكيرهم وتكيفهم وينمي بعض الأفكار غير العقلانية وخصوصا ما يتصل منها بنمط العلاقات الشخصية وأنماط الحياة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الأخرى.

وبين أن دخول الانترنت مجالات الحياة الواسعة أصبح عاملاً مساعدًا في تقوية الفجوة بين الأجيال فيما يتعلق بثقافة الحوسبة والاتصال مع العالم الخارجي، بل إن الكثير من الناس الذين لا يتمتعون بميزة استخدام الانترنت أصبحوا عرضة للاتهام بالتخلف والغباء مما يساعد على تطوير نموذج من الصراع الاجتماعي والثقافي بين الأجيال أو شرائح المجتمع أو بين الصغار والكبار أو الأبناء والآباء.

أما عن تأثير هذه الوسائل الحديثة على الأطفال فقد كشفت دراسة أجرتها منظمة “أنقذوا الأطفال” العالمية، أن تقنيات الاتصال الحديثة أوجدت جيلاً من الأطفال يعاني من الوحدة وعدم القدرة علي تكوين صداقات.

واعتمدت النتائج على استطلاع أُجري على عينة من 100 معلم أكد 70% منهم على أن قضاء الأطفال لساعات طويلة بشكل منفرد مع التقنيات وبخاصة الإنترنت يؤثر سلبًا على مهاراتهم الاجتماعية.

2- أرامل الإنترنت

ومن اخطر الأمور على الأسرة هو إدمان أحد الزوجين للإنترنت، وافتتانه بمواقع الرذيلة، فهذا الأمر لا يضرب الثقة الزوجية في مقتل وحسب، وإنما يغير طبيعة التفكير والإحساس، ويجعل الرغبة الطبيعية توجد في ظروف خاصة، ولا يعد للمؤثرات العادية بين الزوجين أي قوة تذكر.

فخطورة ممارسة الرذيلة عبر الإنترنت ليست كغيرها، فالرجل المفتون بالمواقع الإباحية يزهد في زوجته، وتصبح الرغبة عنده مشفرة، ولا يفكها سوى جو العزلة والسرية والإلكترونية الذي توفره غرف الدردشة، والمواقع المشبوهة.

وقد حدت هذه الحالة بالبعض إلى إطلاق لقب “أرامل الإنترنت” على الزوجات اللاتي يعانين من سقوط أزواجهن في مستنقع المواقع الإباحية، ويغيبون عن ممارسة أي دور حقيقي في حياتهن أو حياة الأبناء.

ولا تقتصر الخطورة على مواقع الرذيلة، بل إن طول البقاء أمام الإنترنت يقتطع وقت الأسرة في كثير من الأحيان.

تقول “مها إبراهيم”، 35 عاما، أعلم تماما أن زوجي لا يستخدم الإنترنت لدخول مواقع سيئة، ولكنني أكره هذه الشبكة لأنها سلبت أسرتي لحظات الاجتماع الدافئة الجميلة.

وتضيف: يحب زوجي الجلوس طويلاً على الإنترنت، فعندما ياتي من عمله الطويل، يتناول الطعام بسرعة، ليهرول إلى الحاسوب ويفتح الإنترنت، وهو مغرم بالمنتديات الحوارية التي يشارك فيها مشاركات رائعة، وينصح الآخرين، ولكنني أنا وأبناءه أحوج إليه من غيرنا.

وتستطرد قائلة: إنني أتذكر حياتي قبل اختراع الهاتف المحمول، والإنترنت، كانت أكثر سعادة وهدوء وتواصلاً، فوسائل الاتصال الفظيعة هذه قطعت الصلات بين أفراد الأسرة والأشخاص المقربين لصالح عالم وهمي.

3- المشكلات قرينة الإدمان

 وتقول الباحثة النفسية أ/ داليا حنفي إن الحد الفاصل بين إيجابية وسائل الاتصال الحديثة أو سلبيتها يتحدد وفقا لطبيعة الاستعمال وإذا ما كان في الحدود الطبيعية أم إدمانًا، فالإدمان لا يقتصر على تعاطي مواد لها تأثير معين على الجسم، وإنما هو حالة الاعتمادية وعدم الاستغناء عن شيء ما، والشعور بالحاجة إلى المزيد لحصول الإشباع، وترتب اضطرابات في السلوك.

 وتضيف: إذا أردنا معرفة تأثير استخدام تقنيات الاتصال على السلوك الاجتماعي والعلاقات الأسرية فلا يمكننا إصدار حكم عام، فالأمر يعتمد أساسًا وبالدرجة الأولى على حجم الاستخدام، وعدد الساعات التي ينفقها الشخص مستخدمًا للموبايل أو لشبكة الإنترنت، وفي نظر عالمة النفس الأمريكية “كيمبرلي يونج” وهي أول من اهتم بإدمان الإنترنت، فإن استخدامه لأكثر من 38 ساعة أسبوعيا هو مؤشر الإدمان.

 وتؤكد “داليا” على أن مدمن الإنترنت أو من يسرف في استخدامه غالبا ما يسيء هذا الاستخدام، ويكون أكثر عرضة للانجراف في المواقع الإباحية، وعلى أية حال فإنه يسعى لتأسيس حياة منفصلة له في هذا العالم الافتراضي يهرب فيها من واقعه كما هو حال “المدمن” بشكل عام، وهذا يؤثر على واقعه ويجعله أكثر تعقيدًا وبرودة، ويفاقم مشكلاته الاجتماعية والأسرية، وأخطر ما في الأمر هو أن وجود العالم الإلكتروني الممتع الذي يهرب إليه يفقده الرغبة في إحداث تغيير أو تحسين حياته الحقيقية فتزداد سوءًا كلما ازداد إدمانًا.

4- رأي الأسر

كشف استطلاع أجراه (مركز استطلاع الرأى العام) في مصر عن رأي الشباب في استخدامهم للإنترنت أنه على الرغم من قناعة هؤلاء الشباب بأن أهم مميزات الإنترنت هي توسيع المدارك وزيادة المعلومات إلا أن استخدامهم لها انحصر في المحادثة وتحميل الأغاني والأفلام واستخدام البريد الالكتروني.

 وأشار معظم الشباب إلى عدم تأثير استخدام الإنترنت على اهتماماتهم الأخرى مثل مشاهدة التليفزيون وقراءة الصحف والمجلات.

أما عن رأي الأسر ففي استطلاع آخر أجراه المركز تبين أن أكثر من نصف العينة يرون أن تأثير الإنترنت يعتبر إيجابياً على أبناءهم، وأكد أكثر من ثلاثة أرباع العينة أن أهم ميزة للإنترنت هى الوصول السريع للمعلومات.

أما الدراسة التي قام بها كل من الدكتور محمد سعيد ودكتور وجدي شفيق بكلية الآداب جامعة طنطا عن (الآثار الاجتماعية للإنترنت على الشباب) فقد كشفت أن 50.07 % من العينة يذهبون إلى أن شبكة الإنترنت تؤثر سلباً على الوقت الذي يتم قضائه مع أسرهم، ورأى 52.5% من المبحوثين أن لشبكة الإنترنت تأثير سلبي على العلاقات الأسرية، وذهب 60.8 أن لها تأثير سلبي على العلاقات مع الأقارب حيث تقل معدلات الزيارات الأسرية.

 تقول الأخصائية الاجتماعية أ/عفت جمعة أنها وصلت إلى طريق مسدود مع ابنها الكبير الذي دمر الإنترنت حياته، وسرق زهرة شبابه، وما باليد حيلة!

وتستطرد قائلة: ابني يتمتع بذكاء حاد، وبطبع خجول ويميل للانطوائية منذ الصغر، ولكنه لم يخرج أبدًا عن الحد المعقول، فكان يلعب في طفولته مع الأطفال، وكان له أصدقاء، وكان يحب الجلوس معنا، ولكن مع دخوله عالم الإنترنت، فقدناه تمامًا أو فقد هو حياته وكل أحبابه.

وتضيف بمزيد من الأسى: لقد أصر زوجي على ألا يحرم ابنه المتفوق من تقنية حديثة تعزز معلوماته، وتسهل دراسته، فمكنه من الإنترنت في حجرته المغلقة وهو في الصف الثاني الثانوي، ولم تتأثر دراسته فقد تخرج من كلية الطب كما أراد، ولكن ما فائدة ذلك وهو أسير للحاسوب، وإذا فارقه كان معنا جسدًا بلا روح أو قلب، وهو يرفض العمل والزواج، فأي حياة هذه؟

وتقول إنها على الرغم من عملها كأخصائية اجتماعية لم تستطع مساعدة ابنها الأكبر، وفي كل مرة كانت تصر على منعه من الإنترنت كانت تواجه بالاستخدامات الجيدة والوجه الحسن لهذا العالم العنكبوتي، وانه لا حق لها في حرمانه من هذا الخير العميم.

 وعلى الضفة الأخرى يقف “أحمد إبراهيم” ـ طالب في الفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة حلوان ـ حيث يبدي دهشته من تعامل الكثير من الآباء والأمهات مع الإنترنت وكأنه “رجس من عمل الشيطان”.

ويقول: هذه الشبكة من نعم الله على البشرية، فكم من شخص اهتدي وعرف الله من خلالها؟، وكم من أشخاص تلقوا المساعدة النفسية أو الاجتماعية بسلاسة ويسر وخصوصية عبرها؟، وكم من طالب وباحث وعالم تيسرت أمورهم بهذه الثورة المعلوماتية؟

ويتساءل: لماذا نصر على رؤية الجوانب المظلمة؟ ثم لماذا لا نتمتع بالموضوعية ونقر بأن هذه الجوانب المظلمة ليست حكرا على الإنترنت، وان من يريد الرذيلة والضلال فلن يعجز عنهما سواء بالإنترنت أو بدونه.

المبحث الرابع

تأثير الإنترنت على المجتمع السعودي

تم إجراء دراسة على عينة مكونة من 200 أسرة سعودية وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج:

1- يعد تأثير استخدام الانترنت على العلاقات الأسرية بين أفراد الأسر في مجتمع الدراسة تأثير محدود وبسيط.

2- نصف المبحوثين تقريباً ينظمون استخدامهم للإنترنت بمستوى متوسط كما أنهم يخضعون لرقابة متوسطة.

3- ارتفاع نسبة أفراد العينة الذين يرون أن الانترنت ذات تأثير سلبي على المجتمع السعودي دينياً وأخلاقياً.

4- توجد فروق ذات دلالة معنوية بين جنس الزوجين وبين تأثير استخدام الانترنت على العلاقة بينهما.

5- توجد فروق ذات دلالة معنوية بين مدة استخدام الزوج للانترنت وبين تأثير ذلك الاستخدام على العلاقة فيما بينه وبين زوجته.

6- اتضح وجود علاقة ارتباطيه طردية معنوية بين مدة استخدام الأبناء للانترنت وبين تأثير ذلك الاستخدام على العلاقة بين الوالدين والأبناء من وجهة نظر الوالدين.

كما قدمت بعض التوصيات:

1- ضرورة توعية أفراد المجتمع بشكل عام والشباب منهم بشكل خاص بما يمكن القيام به من خلال الشبكة وتوجيههم ناحية الاستغلال الأمثل لها بما يعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالنفع.

2- يتضح ضرورة التأكيد على دور الآباء والأمهات في رعاية ووقاية الأبناء من مخاطر الإنترنت من خلال التوجيه والمتابعة والرقابة والتنظيم.

3- إجراء المزيد من الأبحاث في مجال تأثير الانترنت على الأسرة والمجتمع.

تساؤلات البحث

التساؤل الأول:  ما مدى انتشار برنامج الواتس آب وموقع الفيس بوك بين الشباب؟

من خلال الدراسة تبين أن برنامج الواتس آب وموقع الفيس بوك انتشر بشكل كبير بين الشباب، ونتيجة لأن عينة الدراسة صغيرة، وربما لا تعطي الأرقام الحقيقية لانتشار هذه البرامج، لكنها رغم ذلك أعطت مؤشرات بانتشار هذه البرامج – الواتس آب والفيس بوك – وهي موضوع الدراسة التي طبقت في سلطنة عمان على عينة من الطلاب والموظفين، حيث تبين انتشاره للفئات العمرية من 18 – 25، وهم الطلاب ذوو المستويات الجامعية والثانوية وممن يملكون دخلاً اقتصاديًّا متوسطًا.

التساؤل الثاني:  ما مدى تأثير برنامج الواتس آب على الشباب من الناحية الدينية ومن ناحية الثقافة والقيم؟

أصبح برنامج المحادثات “واتس آب” الأكثر شيوعًا بين سكان الكرة الأرضية والأفضل والأسهل استخدامًا وتداولاً بين مختلف الفئات العمرية التي تستخدم الهواتف الذكية سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا.

نتيجة تميز تصميمه وسهولة استعماله ولجمعه كل الإيجابيات والإمكانيات التي يتمناها أي إنسان أيًّا ما كانت ميوله واهتماماته وتخصصه، وكأي ابتكار جديد لفت واتس آب الناس إليه، لكن ما تفرد به هذا البرنامج عن غيره من البرامج أن الناس غير قادرة على الانفضاض من حوله بسبب مناسبته لاختلاف الأذواق والعقول.

وأثَّر برنامج الواتس آب على الشباب تأثيرًا سلبيًّا من عدة نواحٍ؛ حيث ركزت الباحثة على تأثيرها من الناحية الدينية وناحية الثقافة والقيم من خلال صياغة عبارات الاستبانة الموزعة على العينة، ومن خلال التحليل تبين التالي:

  • الناحية الدينية: حيث أثر الواتس آب دينيًّا من خلال:
  • يسبب استخدام الواتس آب مشاكل ومواقف مع الآخرين.
  • يشغل البرنامج عن أداء الفرائض أو التقصير فيها.
  • التحدث عن الآخرين بدون علمهم (الغيبة والنميمة) .
  • تصوير الآخرين ونشرها بدون علمه.
  • تبادل مقاطع فيديو وصور غير لائقة مع الآخرين.
  • عدم التأكد من صحة ودقة أي برود كاست ديني.
  • تكوين صداقات مع الجنس الآخر.
  • استخدام ألفاظ بذيئة عند التحدث مع الآخرين.
  • الرد على الأرقام الغريبة وما يتبعها من عواقب.
  • ومن ناحية الثقافة والقيم:
  • التقليل من العلاقات داخل نطاق الأسرة.
  • تدني المستوى الدراسي.
  • عدم استثمار أوقات الفراغ.
  • نشر معلومات غير مؤكدة (شائعات).
  • عدم احترام المكان والزمان عند الاستخدام للبرنامج.
  • يهدر الكثير من المبالغ.
  • التخلي عن بعض القيم كالصدق والأمانة.

التساؤل الثالث: ما مدى تأثير موقع الفيس بوك على الشباب من الناحية الدينية وناحية الثقافة والقيم؟

أثر موقع الفيس بوك على الشباب من خلال:

  • الناحية الدينية:
  • قبول طلبات الصداقة من الجنسين.
  • استقبال منشورات تحتوي على صور ومقاطع غير لائقة.
  • الانشغال عن أداء الفرائض.
  • خلق فراغ بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي.
  • الدخول في مواقع محظورة.
  • أما من ناحية الثقافة والقيم:
  • فيقلل من التواصل مع الأهل والأصدقاء.
  • تدني المستوى الدراسي.
  • تغير الثقافات والاهتمامات لدى مستخدميه.
  • إعطاء البيانات الشخصية للغير.
  • تكوين علاقات وهمية وصداقات خيالية مع الجنس الآخر.

التساؤل الرابع: ما التوصيات التي تسهم في زيادة فاعلية استخدام برنامجي الواتس آب والفيس بوك الاستخدام الأمثل وبشكل إيجابي؟

في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة تقترح الباحثة بعض التوصيات التي قد تسهم في زيادة فاعلية استخدام برنامجي الواتس آب والفيس بوك الاستخدام الأمثل وبشكل إيجابي والحد من تأثيراتها السلبية، وهي:

توصيات (مقترحات) الدراسة:

  • توعية الشباب بالجانب السلبي لاستخدام وسائل الاتصال (الهاتف، الإنترنت) عن طريق وسائل الإعلام المختلفة المسموع منها والمقروء.
  • نشر الوعي لدى الشباب بضرورة الاستفادة من وسائل الاتصال بشكل إيجابي عن طريق المحاضرات والمنشورات وكذلك عن طريق وسائل الإعلام نفسها.
  • تنمية الإحساس بالدين والوطن والانتماء؛ حتى يكون المتلقي ذا مناعة قوية أمام كل ما من شأنه أن يجرده من انتمائه وأصوله، أو يخدش في عقيدته ودينه.
  • ملاحظة الدور الذي باتت تلعبه بعض وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير بعضها السلبي الواضح على أفراد المجتمع وخاصة فئة الشباب، مع ضرورة التعريف بها ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها وتوجيهها بما يخدم المجتمع ويعين على نشر ثقافته، لا تركها تبث ما يؤثر فيه سلبًا من خلال بث مواد غير متوافقة مع شريعته، دون حسيب أو رقيب.
  • توعية الأسرة بأهمية التربية الدينية للأبناء وأهمية غرس الوازع الديني فيهم عن طريق إقامة المحاضرات وكذلك التوعية الخارجية للأسرة، فالتربية الدينية ترسخ في الإنسان مبادئه الأخلاقية، وعقائده الإسلامية، وتوجهه الأخلاقي؛ حتى يصان من كل انحراف، أو زيغ عقائدي، أو ديني.
  • تفعيل دور الأسرة في الرقابة على الأبناء في حالات امتلاك الهواتف النقالة خاصة طلاب المدارس، وتوجيههم الوجهة الصحيحة أثناء استهلاك واستقبال ما تنتجه هذه الوسائل.
  • البحث عن الوجه المشرق في هذه الوسائل من حيث الاستخدام؛ أي: نوظفها فيما يعود على الشخص والأمة بالنفع في جميع الجوانب، فقد أثبت علماء التَّربية مثلاً من الناحية التربوية أن بعض وسائل الإعلام تؤدي إلى رفْع قدرة الطفل على القراءة والكتابة، والتعبير الشفوي، والقدرة على الاستماع والتركيز، وتعلم الثقافة العامة، والعلوم واللغات الأجنبية، والتربية الفنية والرياضيات، كما أنها تقوي المقدرة على حل المشكلات التي تواجهه، وتساعده على التوافق الاجتماعي، وتطوير هواياته ومواهبه، واستغلال وقت فراغه.
  • أن يكون الشخص ذا حس نقدي، يميز بين الصالح والطالح؛ حتى ينخل الأفكار التي يتلقاها ويمحصها، ولا يكون عبدًا لها للمعرفة، دون تمييز، بل يجب عليه أن يتمعن، ويتدبر، ويحس؛ حتى يأخذ ما هو أهل للأخذ، ويطرح ما هو أهل للنفور والاشمئزاز
  • تفعيل لغة الحوار والتفاهم بين الآباء والأبناء ما قد يقلل بشكل كبير من تأثير المحيط الخارجي عليهم.
  • إيجاد خطوط عريضة داخل الأسرة يكون كل أفراد الأسرة على بينة بها، ما يجعله يلتزم بها )الضبط الداخلي).
  • عدم منح الثقة بشكل مطلق للشاب أو الفتاة وبالذات في المرحلة العمرية فئة الشباب والتي قد يستخدمها البعض منهم بشكل سلبي بل لا بد من وضع حدود، فلا ضرر ولا ضرار.
  • التقنين وتنظيم الوقت، وحسن توزيعه دون أن يغلب الوقت الذي يخصص لاستهلاك ما تطرحه هذه الوسائل على حساب الواجبات والالتزامات الأخرى.
  • إيجاد نظام اجتماعي عام لشغل وقت الفراغ بالنسبة للشباب لا سيما في فترات الإجازات الصيفية وغيرها، مثل إقامة برامج نوادٍ ينضم إليها الشباب لقضاء وقت الفراغ إضافة إلى القيام بما يفيدها ويفيد المجتمع.
  • توجيه الشباب إلى ضرورة الالتزام والتقيد بقوانين الاتصالات فيما يخص استخدام الهاتف النقال أو استخدام الإنترنت للدخول للمواقع المحظورة.
  • إرشاد وتوجيه الشباب حول قوانين الاتصالات في السلطنة حتى يكونوا على بينه ومعرفة للعواقب التي قد تعرضهم للمساءلة القانونية.
  • على المربين أن يكونوا على اطلاع كامل بما تحويه هواتف أبنائهم من رسائل وصور وأرقام؛ لأنهم أول المقصودين بحرْب أمثال هذه التقنيات، ليطلعوا على ما فيها ما بين الفينة والأخرى؛ نُصحًا لهم، ورحمة بهم، وليكونوا على علم برمز القفل لأجهزتهم؛ لأن خلف هذه الأقفال في أحيان كثيرة ما لا يخطُر على البال من الإسفاف والابتذال.
  • تربية الأبناء على الحياء من الله ومراقبته، وأن ينمى فيهم الوازع الديني، وتوعيتهم بالمخاطر المترتبة على سوء الاستخدام في التقنيات المعاصرة؛ حتى لا ينزلقوا في مزالق الشهوة الوخيمة.
  • صرف طاقتنا، وبذل جهدنا في تسخير هذه التقنية للدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ فإن لها ثمارًا يانعة، وأجرًا – بإذن الله – باقيًا.
  • التحذير من إرسال الصور والمقاطع التي فيها ابتذال أو خلاعة ومجون، أو تتضمن كشفًا للعورات، أو هتْكًا لأستار العفيفات الغافلات، أو تندرًا ببعض الناس، فإن في استقبال الصور والأفلام المحرمة ومقاطع الفضائح والعورات وتناقلها ونشرها – إشاعة للفاحشة في الذين آمنوا؛ والله – تعالى – يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ النور: 19.
  • نكران على من أرسل لنا ما لا يليق، ونبين له الصواب؛ حتى لا يستمر في خطئه، وقد يكون غافلاً يحتاج إلى تذكير.
  • المراعاة عند الإرسال حال المرسل إليه، فقد تصلح بعض الرسائل لشخص دون آخر، والتأكد من صحة الرقم؛ حتى لا تقع الرسالة في يد غير من أرسلت إليه، فيترتب على ذلك حرج أو إساءة ظن قد تتطور إلى ما لا تحمد عقباه.
  • التثبت من الأخبار والأحكام قبل الإرسال، وكم من خبر تداوله الناس، فأمسى شائعة لا حقيقة لها، وكم من ذِكر أو دعاء أو قصة موضوعة لا أصل لها، أو بدعة منكرة! ولربما تداولت الأيدي هذه الرسالة، وانتشرت في الآفاق، فتحمل المرء جزءًا من تبعاتها؛ بسبب تسرعه واندفاعه.
  • إحاطة الرسائل بسياج من التعليمات المهمة؛ منها: مراعاة الأدب، فينبغي ألا تتضمن تجريحًا لدولة أو شعب أو قبيلة أو شخص، وألا تحويَ كلمات بذيئة، أو نكات سخيفة، أو رسومات قبيحة، أو صورًا فاضحة، وينبغي أن تكون ذات معنى أو هدف.
  • مراعاة الأمانة في استخدام مثل هذه البرامج، فلا نسجل صوت المتصل إلا بإذنه، ولا نلتقط صورة أحد إلا بإذنه، فمن فعل شيئًا من ذلك فقد خان الأمانة، والله لا يهدي كيد الخائنين.
  • مراعاة الوقت المناسب عند التواصل، مجانبين البكور وأوقات الظهيرة وآخر الليل؛ لأنها مواطن الراحة.

المراجع

-حدود التفاعل في المجتمعات الافتراضية على شبكة الإنترنت، أمين، رضا عبد الواجد) ١٧ /مارس ٢٠٠٩ م(، الرياض، قسم الإعلام كلية الآداب، جامعة الملك سعود.

. -بدران، عبدالله ( ٢٠١٠ م) الإعلام والعولمة-التحديات والإشكاليات، مجلة الكويت، العدد ٣٤١

-بو شليبي، ماجد ( ٢٠٠٦ م) ثقافة الإنترنت وأثرها على الشباب، الشارقة: دائرة الثقافة والمعلومات- جامعة الشارقة.

– الجابري، محمد عابد ( ١٩٩٧ م) قضايا في الفكر المعاصر: العولمة – صراع الحضارات، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.