الهيئات والاستفتاء يحتاج تعليق

في لقاء لي مع صحفي غربي دار نقاش حول قضايا متعددة ، من بينها موضوع الهيئات ، حيث قال لي لماذا لا تلغى الهيئة طالما أن التحديث طال كل شيء في البلد، فقلت له : دعنا ننطلق من مسلمات نتفق عليها حتى يكون لحوارنا معنى قال : حسنا، قلت أنت تقدر الحرية وترها رمزا مهما في الحياة ، قال : طبعا قلت ولكنك تعرًف الحرية ” بأنها أن تأخذ الحق الذي لك وتؤدي الحق الذي عليك ولا تتعدى حريتك على حرية أ و حقوق الآخرين ، قال بالتأكيد هذه مسلمة صحيحة ، قلت : وأنت تؤمن بالديمقراطية إيمانا لا يخالجه شك ، قال بالتأكيد، قلت وأنت  تعرًف الديمقراطية في المفهوم المتفق عليه عندكم أنها إرادة الشعب ، قال بالتأكيد ، قلت وأنت تؤمن أن هذه الإرادة تحترم من الجميع وإن لم تكن إرادة الجميع قال نعم، وإلا لم تكن ديمقراطية ، قلت : إذن نحن نسير في الطريق للتفاهم ، أنتم لديكم قانون تعتبرونه فوق الجميع وأن احترامه واجب الجميع وإن لم يكن يحقق رغبة فرد بعينه ، قال وهذا صحيح ما الذي تريد أن تصل إليه ، قلت ولديكم شرطة تحفظ النظام ومرور يحفظ نظام السير بل وفي أقسام الشرطة قسم لشرطة الآداب ، تفرض الآداب العامة والسلوك على الآخرين حفاظا على مصالح الجماعة ومكاسبهم الاقتصادية والاجتماعية ، قال نعم .

قلت : الهيئات مطلب شعبي جماهيري ، معظم أفراد الشعب يطالب بها ذكورا وإناثا، بل إن المحلات التجارية الكبرى (المول) تفتح مكاتب في تلك الأسواق للقائمين على الهيئات ويسهلون لهم أمرهم لأنهم أدركوا أن الأسر تطمئن في الأسواق التي يوجد فيها أفراد الهيئة ويتسوقون براحة واطمئنان ، وينصرفون عن الأسواق التي يقل أو لا يوجد فيها أحد من هؤلاء ، الإرادة الشعبية من الغالبية تريد الهيئات وأنت تقترح إلغاءها ألا تعتقد أن هذا الاقتراح تعدي على الديمقراطية التي تنادي بها، قال ولكني قابلت أناسا من بلدك يطالبون بالطلب نفسه ، قلت نعم ولكني أتحدث عن الأغلبية عن إرادة شعبية تحترم من الجميع وإن كانت لا تعبر عن الجميع ، ثم إن هذه الهيئات لا تمارس عملها في بلدك ولكنها تمارس عملها في بلد يرغب معظم أبنائه في وجودها قال: هل كل المثقفين وأساتذة الجامعات يرون ما تراه عن الهيئات قلت :أنت تعرف أن التعميم ليس من الأساليب العلمية ، أنا لا أزعم بأن هذا رأي الكل وليس هذا مطلوبا في الرأي الديمقراطي ولكني من خلال الاستفتاءات والمعلومات أكاد أجزم بأن هذه رغبة أو رأي الأكثرية وهذا يكفي ! قال أشكرك وأتمنى أن أرى استفتاءًا يؤكد ما تقول شكرته وودعته على أمل اللقاء ، واليوم يأتي هذا الاستفتاء أو الاستبيان المباشر الذي تقدمه المجلة بمثابة التأكيد لما ذكرته منذ سنتين لذلك الصحفي رغم التغيرات التي تحدث كل يوم أدام الله على بلادنا عزها وأمنها وقيادتها والسلام في الختام 

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.