رسائل إلى الإبن مبارك 3

بسم الله الرحمن الرحيم

ابني الحبيب المبارك/ مبارك

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أسلم عليك وأنت في رحلتك الثانية، أودعك وأودع قلبي معك، أودعك وأستودع البارئ دينك وأمانتك، أودعك وأودع معك أشياء كثيرة أنت تعرفها أكثر من غيرك، أكتب إليك ولك، أكتب نبض قلبي ومشاعر فؤادي.

أيها الحبيب الغالي:

لقد سافرت في المرة الأولى ،وقلقنا واطمأننا ، قلقنا لسفرك أول مرة ، وقلقلنا لسفركما معا ، واطمأننا لأنك مع أخيك أيمن ولديه الخبرة والتجربة فقد مرً بكل ذلك قبلك ، وعشنا وعشت آلام بعده وغربته ، والآن يعيش هو معنا آلام بعدك وغربتك، واليوم تسافر ومعك ربي بحفظه ورعايته ومن كان الله معه فلا يخاف ولا خوف عليه، تسافر وقد علقتنا معك وبك أكثر من قبل ، تسافر والعيون تدمع والقلوب تخفق ولا نقول إلا نستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ، وأعادك إلينا سالما غانما موفقا ، تسافر والكل متعلق بك تذكر أمي و شفقتها عليك وشوقها إليك ودعائها لك وطبها مني في كل مرة ” خلاص لا عاد يروح” وإذا سافرت تسألني في كل مرة متى يجي؟ إنها الأم يا مبارك لا نلحق جزاءها ، وتذكر أمك وأنت أدرى بمشاعرها وحبها وخوفها وقلقها وهي أيضا إنها الأم يا مبارك لا تلحق جزاءها ،تذكر أخاك أخواتك وكيف شعورهم في غيبتك وشعورهم عندما قربت عودتك وفرحتهم بعودتك وسعادتهم بوجودك معهم، تذكر الصغار صالح وآسر وإبراهيم والجوهرة وتسنيم وكيف يرددون اسمك نغمة محببة إليهم ، تذكر أقاربك وأحبابك وأصدقاءك الكثر ، تذكر بلدا أحبك وأحببته وعشقك وعشقته ، تذكر وتذكر ولا تنسى أباك وأنت تعرف مقدار حبه لك وثقته وآماله  فيك، وتطلعه ليوم عودتك رافعا رأسك ليظل رأسه مرفوعا بكم ولكم.

ابني الحبيب وهل هناك من نداء أحلى عندي من نداء ابني أو ابنتي أنتم زهرة حياتي وبسمة عمري و مستقبل أيامي، أنتم تاريخي الماضي والحاضر والمستقبل.

أنا لا أكتب إليك نصيحة أو وصية وإن كان من واجبي أن أنصح أوصي وأنت من طبعك قبول النصيحة وتأخذ بالوصية ولكنهم يقولون أرسل حكيما ولا توصه ،أنا أعرفك حكيما ولهذا فلا تحتاج إلى من يوصيك إلا بوصية الله للأولين والأخريين )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200)

)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)وقال عز من قائل )وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً) (النساء:131)

)وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (المائدة:7)

)قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:100)

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119)

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (الأحزاب:70)

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28)

)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18)

أيها العزيز لقد كانت فترة وجودك القصيرة بيننا في إجازتك حافلة بكثير من الانجازات ، لقد أشغلنك فيها كثيرا ، لم يكن هناك سائق فتوليت مهام متعبة قد تكون كدرت عليك إجازاتك وكنت كما أنت أبدا رجل المرحلة بحبك وعطائك وروحك الكريمة وأسلوبك السهل الممتنع زادك الله فضلا ونعمة ، وأسعدك في الدارين ، وثق أيها الغالي أن الأمور ستسير على بركة ربنا بخير وإلى خير ، والمهم أن تركز في مرحلتك هذه على دراستك وتحصيلك ، ونحن معك بالدعاء والمساندة ، ونسأل المولى جل وعز أن يكون معنا جميعا بالقبول والتوفيق والسداد والحفظ .

حبيبنا سافر بحفظ الله،  وتصل برعايته، وتواصل عطاءك بفضله،  و نتطلع إلى أن تنشد ” آيبون، تائبون ، عابدون، سائحون، لربنا حامدون”

والسلام عليك حين تسافر، وحين تصل، وحين تعود

                                                            محبك وأبوك

                                                               إبراهيم

                                                            6 1/1/1429هـ

                                                             25/1/2008م

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.