رسائل إلى الابن مبارك 2

بسم الله الرحمن الرحيم

الثامنة

ابني الحبيب  مبارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدعو الله أن تكونوا بخير وفي خير وإلى خير وبعد

أكتب إليك اليوم وأنت تزمع الرحيل في هذا الشهر الكريم ـ في هذه الأيام المباركة ، إلى حيث تواصل دراستك ، أكتب إلى قلبي الذي تعلق بك ، أو إلى قلبك الذي علقتنا به، أكتب إليك أيها الابن المبارك ، وأنت ترحل عنا بجسدك ، وتبقى معنا بروحك وظلك وعبقك وحسك، أكتب إليك وأنت تدرك ما وراء الكلمات وتعي ما وراء العبرات وتفهم أبعاد العبارات ، وأكتب إليك لأنني أكتب صدى نفسي ، وأتحدث مع روحي وأناجي نبضات فؤادي ، ها أنت أيها الحبيب عشت معنا أياما مرًت سريعة لأنك أثير وحبيب ولو كمنت ثقيلا لمرت ثقيلة، مرت وهكذا قد تجد نفسك أنك أمام أشياء كنت تريد أو تود أن تعملها ولكن انتهت الأيام ولم تحقق كل ما كنت تود عمله وهذا طبع الدنيا ، وطبع الأيام تنقضي ولا تنقضي الأشغال ، ونظن أننا سندرك لها طرفا وما ندري أننا قد نمسك بأول الخيط ، ولكننا لا ندري أين آخره،

شهر كريم حدثت فيه أحداث مفصلية ، فقد ارتبط أبوك برغبتي ورغبتكم ، وارتبطت أنت برغبتي ورغبتك ورغبتكم ، وربطت معك قلبا ، وبدأ يتطلع إلى الأفق والبعيد ويأمل في العشرة  الندية ، ويردد ونردد قول الحق تبارك وتعالى في سورة الروم ” )وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)

 ” لتسكنوا أي لتحقق السكينة وهذا هدف وآية وغاية ، وتحقق السكينة أو تطير بجناحي المودة الرحمة ، إنها آية من آيات الله ، “خلق لكم” ” من أنفسكم” “أزواجا” الزوج والزوجة “لتسكنوا” ” ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

أيها الحبيب

إنني قد أتغير ولكن أرجو أن يكون التغير إلى الأحسن ، وكن على ثقة بأن ذلك الذي عهدتموه سيبقى وفيا كريما معها ومعها ومعكم لأن ذلك خلق وليس تصنعا.

أيها الغالي  لقد حددتً أهدافك فاعمل من أجلها ولا يشغلك عنها تخوف من أحد أو على أحد ، ولا تقلق ستكون الأمور بإذن الله أحلى وأحسن , وفقك الله وسدد خطاك  وحفظك وأعادك لنا سالما غانما ، وتذكر دائما “احفظ الله يحفظك”

                                                               أبوك المحب المشفق

                                                                  إبراهيم

                                                               18/9/1431هـ /28/8/2010م

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.