سم الله الرحمن الرحيم
ابني الغالي
ابنتي الغالية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدعو الله أن تكونوا بخير وفي خير وإلى خير وبعد
أكتب إليكما وأنتما تغادرنا إلى حيث تدرسان ، بعد أن عشنا معكما أياما خاطفة بل سويعات نادرة ومع هذا كانت مؤثرة وممتعة ولها قيمتها الغالية
أكتب إليكما وقد سعدنا بوجودكم معنا لشهر ونصف ولكنها مرت كلمح البصر، حضرتم زواج أختكم وصمتم معنا الشهر المبارك ووفقكم الله لعمرة في رمضان تقبل الله من الجميع
أكتب إليكما وأنتما تذهبان لمواصلة دراستكما نسأل الله لكما العون والتوفيق و إذا قررتما المضي في الدراسات العليا فالأمر إليكما رغبة وقدرة وعزما وتصميما.
أكتب إليكما وأنا أدعو الله أن يكلأكما بحفظه ، وأن يوفقكما فما من نجاح إلا بتوفيق العزيز الرحيم )وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(هود: من الآية88)فالتوكل على الله والتوفيق منه، والإنابة أليه، ولكن لا بد من بذل الأسباب التي نحصل بها التوفيق من الله وأهمها التوكل على الله والإنابة إليه والتوكل يقوم على أساس:اعقلها وتوكل/ وأهم عناصر اعقلها :صدق النية ، التقوى والعمل الصالح والجدية في الأخذ بالأمور
وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
وأهم عناصر الإنابة تذكر أن الله معكما يسمع ويرى وأنه يكون مع من يكون معه احتسابا وذكرا وعملا .
أكتب إليكما وهذه سفرتكم الثانية مع بعض وقد عشتما أشهرا في الغربة تعرفتما على بعض أكثر ولكن قد تواجهكما بعض العقبات ، بعض الصعوبات وهذه طبيعة الحياة .وتذكرا دائما أن الطريق إلى النجاح قد يتضمن مخاطرة كبيرة ، ولا تتركا أي سؤ تفاهم مهما كان صغيرا أن يدمر العلاقة القوية
أيها العزيز لقد أخذتها معك بميثاق غليظ )وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) (النساء:21)
ومسؤوليتك أن تعنى بها ثم بنفسك ، واعتبرها صديقة وجوهرة نادرة تبهجك وتساندك، وجاهزة لسماعك في أي وقت تحتاجها هي بجانبك ، فاتحة قلبها لك ، فأرها مدى حبك لها.وإليك هذه النصيحة الرائعة من أب محب:/
أما أنت أيتها الغالية فاقدم لك مخلصا نصيحة أم محبة لابنتها عند زواجها :/
*وصية أم لابنتها *
(( أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك وكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبوها وشدة حاجته إليها كنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال
1. أي بنية ! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً.
2. أي بنية ! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً.
3. فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
4. وأما الثالثة والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.
5. وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه. فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
6. أما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، لأن الاحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال.
7. أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
8. ثم اتقي الفرح بين يديه إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير.
9. وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً.
10. وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة.
11. واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت.
(( وصية أم لابنتها ليلة الزفاف))…..
وصية أم لابنتها ليلة زفافها
نصحت أم ابنتها نصيحة غالية وقد مزجتها بابتسامتها ودموعها
فقالت: وكيف تنسى أي ابنيني! أنت مقبله على حياة جديدة ..حياة لإمكان فيها لأمك أو أبيك..أو
لأحد من إخوانك فيها..ستصبحين صاحبة لرجل لا يريد أن يشاركه فيك احد حتى
لو كان من لحمك ودمك.
كوني له زوجة يا ابنتي وكوني له أما,اجعليه يشعر أنك كل شئ في حياته,
وكل شئ في دنياه..اذكري دائما أن الرجل أي_ رجل طفل كبير _ اقل كلمة حلوة
تسعده, لا تجعليه يشعر انه بزواجه منك قد حرمك من اهلك وأسرتك, إن هذا الشعور
نفسه قد ينتابه هو , فهو أيضا قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك , ولكن الفرق
بينك وبينه , هو الفرق بين المرأة والرجل ..المرأة تحن دائما إلى أسرتها , إلى بيتها
الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت ..ولكن لابد لها أن تعود نفسها على هذه الحياة
الجديدة , لا بد لها أن تكيف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجا وراعيا وأبا لأطفالها
وهذه هي دنياك الجديدة.
يا ابنتي :هذا هو حاضرك , ومستقبلك,هذه هي أسرتك التي شاركتما -أنت وزوجك_
في صنعها ,أما أبواك فهما ماض..إنني لا أطلب منك أن تنسي أباك وأمك وإخوتك*
لأنهم لن ينسوك أبدا يا حبيبتي ,وكيف تنسى فلذة الكبد , ولكنني أطلب منك أن
نحبي زوجك وتعيشي له وتسعدين بحياتك معه.
وبعد فأنتما هناك لستما سائحين ولكن لهما مهمة محددة ، إذا وثقتما بربكما ثم بنفسيكما فلا تقولا إن شيئا صعبا
كل ما لم يكن من الصعب في الأنفس سهل فيها إذا هو كانا
واعلموا أن المؤمن إذا وجد الحكمة فهو أحق بها بغض النظر ممن أخذها وأين أخذها ، وليست كل عادة عندهم ترفض أو تؤخذ وليست كل عادة عندنا تؤخذ أو ترفض ، بل خذوا الأفضل أبدا.
قلبي معكم ودعواتي لكم وخوفي عليكم وثقتي بكم ولا تعارض بين الخوف والثقة فقد عشت بهما معا أدعو الله لكم بأن يحفظكم في حلكم وترحالكم وأن تعودوا غانمين سالمين استودعوكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم والله معكم والسلام
أبوكم المحب المشفق
إبراهيم
الأحد 6/10/1432هـ/4/9/2011م