رسالة إلى العروس

ابنتي ، حبيبتي ، شاعرتي، ملهمتي ، صديقتي أسمائي، السومي أسيماء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أدعو الله أن تكونوا بخير وفي خير وإلى خير وبعد،،،،،

لم احتر في مخاطبتك بكل هذه الأسماء والألقاب فهي كلها لك وأنت بها معروفة في فلبي مغروسة في أعماقي فلا غرابة أن أدعوك بكل هذه وأكثر

أيها الغالية لم أكن بحاجة إلى أن أكتب لك مشاعري فأنت تعرفينها أكثر مني ، ولم أكن بحاجة إلى أن أكتب لك نصائح لأن لك من رجاحة العقل وصدق النية وحسن التدبير ما تفيدين به الآخرين .

أيتها العزيزة لو كانت هناك ابنة تستغني عن الزواج لراحتها في بيت أبيها وعدم حاجتها المادية لكنت أنت ، ولو كانت بنت تستغني بالمشاعر التي تلقاها في أسرتها أو بين زميلاتها وصديقاتها عن الزواج لكنت أنت ولكن قضت إرادة العزيز الحكيم أن جعل الزواج من آيات الله مثل آياته الكبرى فقال عز من قائل : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة فلا تتحقق السكينة إلا بالزواج ولا تتحقق السكينة إلا بالمودة والرحمة .

أيها الحبيبة إن ثقتي في زوجك جمعان ومشاعري نحوه تجعلني أطمئن إلى أنه سيضعك كما وعدني في عينيه فضعيه حيث تودين أن يضعك واعلمي أنه كريم ابن كريم وأن الكريم إذا أكرمتيه ملكتيه ، وتملكينه بحسن التبعل ، ولكن الحياة ليست ربيعا دائما وليست خريفا دائما بل قد تمر فصول العام كلها في ساعة واحدة ، تفقدي مواضع غضبه فتجنبيها ولا تطل فترة الكدر مهما كانت فالحياة قصيرة فلا تقصروها بالإكدار ولا تكثري العتاب فإنه منغصة .  

عزيزتي لكأني نسيت ما ذكرته سابقا من أنك لست بحاجة إلى نصائح وتماديت في البوح ، وهو لا يعبر عن خوف ، أو عدم ثقة ولكني ورغم ذلك ومع كل ذلك أب وهل لي أن أستعير نصيحة تلك الأم التي نصحت ابنتها عند زواجها فهي تعبر عني وتعبر عن أمك رحمة الله عليها التي أوصتني أن أنقل هذه الوصية إليك

*وصية أم لابنتها *
(( أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك وكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقلولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبوها وشدة حاجته إليها كنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال 


1. أي بنية ! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً.

2. أي بنية ! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً.

3. فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.

4. وأما الثالثة والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.

5. وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه. فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.

6. أما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، لأن الاحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال.

7. أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.

8. ثم اتقي الفرح بين يديه إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير.

9. وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً.

10. وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة.

11. واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت.

(( وصية أم لابنتها ليلة الزفاف))…..

وصية أم لابنتها ليلة زفافها






نصحت أم ابنتها نصيحة غالية وقد مزجتها بابتسامتها ودموعها 
فقالت: وكيف تنسى أي ابنيني! أنت مقبله على حياة جديده ..حياة لإمكان فيها لأمك أو أبيك..أو
لأحد من إخوانك فيها..ستصبحين صاحبة لرجل  لا يريد أن يشاركه فيك احد حتى 
لو كان من لحمك ودمك. 
كوني له زوجة يا ابنتي وكوني له أما,اجعليه يشعر أنك كل شئفي حياته, 

وكل شئ في دنياه..اذكري دائما أن الرجل أي_ رجل طفل كبير _ اقل كلمة حلوة
تسعده, لاتجعليه يشعر انه بزواجه منك قد حرمك من اهلك وأسرتك, إن هذا الشعور 
نفسه قد ينتابه هو , فهو أيضا قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك , ولكن الفرق
بينك وبينه , هو الفرق بين المرأة والرجل ..المرأة تحن دائما إلى أسرتها , إلى بيتها
الذي ولدت فيه ونشأة وكبرت وتعلمت ..ولكن لابد لها أن تعود نفسها على هذه الحياة 
الجديدة , لا بد لها أن تكيف حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجا وراعيا وأبا لأطفالها
وهذه هي دنياك الجديدة.
يا ابنتي :هذا هو حاضرك , ومستقبلك,هذه هي أسرتك التي شاركتما -أنت وزوجك_
في صنعها ,أما أبواك فهما ماض..إنني لا أطلب منك أن تنسي أباك وأمك وإخوتك*
لأنهم لن ينسوك أبدا يا حبيبتي ,وكيف تنسى  فلذة الكبد , ولكنني أطلب منك أن 
نحبي زوجك وتعيشي له وتسعدين بحياتك معه.

أسمائي: أتيت على نهاية رسالتي إليك وهي رسالتي إليه فقد أصبحتما شخصا واحدا بروح واحدة ، دعواتي لكما بحياة سعيدة مديدة وبارك الله لكما وفيكما ومنكما وجمع بينكما بخير وأستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم وحافظوا على قلبي معكم والسلام عليكم ورحمة الله


                 محبكم أبوكم

             إبراهيم

الأحد 16/8/1432هـ

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.