زواج القصر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني أن أكون بينكم الليلة في رحاب جامعة طيبة تلك الجامعة التي قفزت قفزات شهد بها القاصي والداني بوعي وحكمة وهدؤ ومنهجية .

يسرني أن أكون في هذه المدينة المصطفاة لأنها مدينة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام وكل شبر فيها يشدك إلى عبق التاريخ ونبض الفؤاد .

يسرني أن أكون مع هذه النخبة الخيرة من الحضور ومن المتحدثين الذين أشرف بأن أكون معهم فشكرا لمعالي الأستاذ الدكتور منصور النزهة وشكرا للجامعة والعمادة ولكم وأرجو أن أرجو أن أكون عند حسن الظن .

أما موضوع الحديث الذي نجتمع الليلة لنتحدث حوله فقد أفاض فضيلة الشيخ الدكتور في جوانب متعددة من هذا الموضوع وبخاصة في الجانب الشرعي الذي يحكم على الجوانب كلها ، ولا عطر بعد عروس ولكنها عروس ليست قاصرا.

وأتحدث عن الموضوع من الناحية الاجتماعية من النقاط الآتية :

–         لقد تناول هذا الموضوع وأثير في عدد من وسائل الإعلام وخاض فيه الخائضون وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بوصل ويشوه المجتمع بإشاعات وحكايات وأحكام مسبقة تسئ إلى سمعة المجتمع وتصوره بالمجتمع الشهواني غير المنضبط بأي ضوابط أو كان الموضوع ظاهرة منتشرة ومتنوعة .

–         الموضوع المثار يشير إلى تحول في المجتمع ، هل يمكن أن يثار هذا الموضوع بمثل هذه الحدة لو كنا في زمان غي زماننا هذا إنه مؤشر لتحولات اجتماعية كبيرة في المجتمع.

–         المشكلة التي يعاني منها المجتمع والتي هي أولى أن نسلط عليها الأضواء ونعالجها والتي هي ظاهرة بالفعل هي تأخر سن الزواج ووصول الفتى والفتاة إلى سن متأخرة كان ينبغي أن يكونوا تزوجوا قبل ذلك بسنين لما في ذلك من جلب كثير من المصالح ودرء كثير من المفاسد

–         من أهم أهداف الزواج أن يحقق السكينة بكل أبعادها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والاستقرار حيث قال المولى جل وعز في كتابه العزيز)وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)

-فقال تعالى لتسكنوا 

–         من أهم  أسس نجاح الزواج بصفته مؤسسة وشركة للحياة ولتحقيق لتسكنوا  أن تقوم على أساس المودة والرحمة فهما الجانحان الذين تطير بهما الحياة الزوجية ، ومن أسس المودة والرحمة التجانس ، والتجانس الذي يتحدث عنه علم الاجتماع يعني التجانس الفكري والتجانس العمري والتجانس في الميول والتجانس الاجتماعي والتجانس الاقتصادي والتجانس التعليمي ,وتؤكد الدراسات أن التجانس العمري بين الزوجين من الأهمية بمكان لحصول المودة والرحمة

–         أن من الأسس الضرورية لنجاح الزواج النضج عند الفتى وعند الفتاة وأنا عندما أركز على الفتى أي على الزوج رغم أن الموضوع عن زواج القاصرات فإنني أوكد أن هذه الشركة لها رئيس تنفيذي ، أن هذا المركب له ربان وهو الزوج ومسؤوليته كبيرة سواء في نجاح أو فشل هذه الشركة وذلك الذي يقدم على الزواج ينبغي أن يكون ناضجا ليس فقط من حيث عمره ولكن من حيث خلقه وقدرته على تحمل المسؤولية وكما يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ” وكذلك نضج الفتاة العقلي والعاطفي والمهني .

–         العمر المناسب للزواج يختلف من زمن لآخر حسب مجموعة عوامل فما كان مناسبا قبل سنوات ليس بالضرورة أن يكون مناسبا في هذا الوقت فالفتاة التي تنهي المرحلة الثانوية أي تجاوزت الثامنة عشرة تعتبر في العرف المعاصر صغيرة يستغرب أن يتقدم لها أحد في حين أن عددا من الأخوة والأخوات الحضور الذين تجاوزا الثلاثين عاما في زواجهم قد تزوجوا حول ذلك العمر أو قبله .

–         أمتع مرحلة تعيشها الفتاة هي مرحلة أن تكون بنتا في بيت والديها تكبر معهم وتتربى تحت أعينهم وتعيش الطفولة والمراهقة في زمانها ومرحلتها الطبيعية وتنضج نضجا طبيعيا تدريجيا ، وزواج الصغيرة يحرمها من أجمل مراحل الحياة ويحرمها أن تعيش كل مرحلة وتنضج نضجا طبيعيا

–         تشعر الفتاة التي زوجت صغيرة بأنها منبوذة حيث تشعر أن أسرتها دفعتها دفعا لزواج لم تكن مؤهلة له وأنها كانت عبئا على أسرتها ، وبخاصة إذا زوجت من قبل كبير في السن فتشعر أنها مجرد سلعة تم بيعها والاستفادة من مبلغ مادي كبير دفع ثمنا لهذا المبادلة .

–         قد يكون زواجها المبكر جدا مرتبطا بحرمانها من مواصلة التعليم ، وهذا يجعلها تشعر بالحرمان من حق طبيعي لها ثم ما أثر ذلك على حياتها وعلى مستقبل أولادها وكيف تتعايش معهم . لا تقل إن كثيرا من أمهاتنا  أميات لمن يتعلمن وها أنتم تحملون أعلى الشهادات ألم أقل من قبل لكل زمان أنماطه وطرقه وتصوراته.

–         الطلاق المرتبط بزواج القصر حيث تراكم المشكلات ،أدى إلى زيادة نسبة الطلاق وما ينتج عن الطلاق ،  ومن ثم ما الذي ينجم عن الطلاق بعد ذلك ، وبخاصة إذا تزوجت تلك القاصر رجلا كبيرا

–         هناك من الرجال يتباهى ويفتخر بممارسات وزواجات ويصوغون القصائد والكلمات ، وكأن المرأة بضاعة وممتلكات

–         لا بد من وقفة مجتمعية ضد هذه الممارسات لأن النظر إلى هذه الممارسة لا يمكن إيقافها إلا بوقفة مجتمعية صارمة مع وجود تنظيم قوي وتطبيق عادل ، وتوعية شاملة .  

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.