يمكن أن نذكر بعض التعريفات عن العولمة :
لقد ذكر( أنها حركة تستهدف تحطيم الحدود الجغرافية والجمركية وتسهيل نقل الرأسمالية عبر العالم كله كسوق كونية ) وهذا من الجانب الاقتصادي .
ويعرفها الدكتور إسماعيل صبري عبد الله :” التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والسلوك دون اعتداد يذكر بالحدود السياسة للدول ذات السياسة ، أو الانتماء إلى وطن محدد ، أو دولة معينة ودون الحاجة إلى إجراءات حكومية ” ويعلق الدكتور محمد الجابري على ذلك بأن العولمة ليست مجرد آلية من آليات التطور الرأسمالي ، بل هي أيضا وبالدرجة الأولى أيدلوجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم “
ويصنف د السيد ياسين تعريفات العولمة إلى أربعة أصناف :
1- اعتبار العولمة مرحلة تاريخية .
2- ” ” مجموعة ظواهر اقتصادية .
3- ” ” هيمنة القيم الأمريكية .
4- ” ” ثورة تقنية اجتماعية .
ويميل إلى إنها خليط من ذلك كله .
ويشير هانس بيترمارتين وهارالد شومان مؤلفا كتاب “فخ العولمة”إلى أن العولمة من خلال سياسات الليبرالية الحديثة ، والتي تستند إلى إطلاق آليات السوق وتقلص الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة ، وابتعاد الدولة عن التدخل في النشاط الاقتصادي ، وحصر وظيفتها في دراسة النظام وما سيؤديه ذلك من زيادة البطالة وانخفاض الأجور وتدهور مستويات المعيشة الخ ، وهي الأمور التي ترسم الآن ملامح الاقتصاد المعولم والحياة الاجتماعية المرتبطة به .. كل هذه الأمور ليست في الحقيقة إلا عودة للأوضاع التي ميزت البدايات الأولى للنظام الرأسمالي إبان مرحلة الثورة الصناعية 1750و1850. والعولمة كما يعتقد المؤلفان ستؤدي إلى مجتمع الخمس الثري وأربعة أخماس الفقراء أو مجتمع 20% إلى مجتمع ال80% “
ويطلق عليها من بعضهم الحاضرية أي أن أهم شيء هو الحاضر ولا داعي للماضي ، لماذا الحاضر فقط لأن الإعلام هو الذي يسيطر على العالم والإعلام يريد اللحظة ، اليوم ، الجديد لأسباب تجارية لأن العمل الإعلامي يقوم على المنافسة والسبق وكل شيء ينبغي أن يكون جديدا ، العولمة لا تهم الفقراء ولا تهتم بهم لأنها تخدم الأغنياء فقط، ولأن معظم الناس من الفقراء فهي للنخبة فقط .
العولمة )Globalizationومثلها النظام العالمي الجديد New world Order تعابير حديثة لمحتوى ليس بالجديد على الإطلاق .ولكن العولمة هي حجر الأساس فيه ، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش إثر نهاية “عاصفة الصحراء ” ومن هذا المنطلق نظرت أمريكا بمفردها لخلق نظام عالمي جديد جريا على سنة التقليد الذي دأب فيه الغرب على وضع نظام عالمي كلما انتهت حرب عالمية بانتصاره ، ولكن النظامين السابقين كانا من صنع جماعي ، بينما النظام العالمي الحاضر من صنع الولايات المتحدة وحدها ،
لم تشترك في تصوره وتنظيره أي دولة من دول الحلف التي شاركتها الحرب ، ,كان هذا منطلق القطبية الأحادية التي انفردت بها الولايات المتحدة في غيبة المنافس .
وقد وجد في الغرب طبقة من المفكرين والكتاب الذين يرتادون آفاق التوسع ، ويرسمون الإطار الفكري للاستعمار الجديد للساسة والقادة ، ويتخيلون الأخطار المستقبلية التي يمكن أن تهدد الإمبراطورية من الداخل أو الخارج ، وتستفيد من تلك الدول من مراكز الدراسات ومن الباحثين وليس هناك طلاق بائن بين الفكر وصناعة القرار ، ولا ينظر كل فريق إلى الآخر بعين الريبة والحذر.
العولمة كما يراها د العرابي ” هي أفكار القوة ، وهي نماذجها الثقافية والحضارية ، وهي لسؤ حظنا وحظ أمثالنا تسير دائما في اتجاه واحد ، ولم نر مطلقا أنها سارت في الاتجاهين : الذهاب والإياب ، لذا فإن العولمة بتعبير بسيط آخر ، هي أكذوبة القوي على الضعيف ، وهي استدراج له إلى ساحات معقدة من ساحات التعايش الممكن ، في الوقت الذي يعلم فيه أنه لا يدرك من قوانين الساحات أي شيء “
وخطر ببالي أن أتسأل عن سر موقف الرئيس الفرنسي الراحل ميتران الذي طالب بالوقوف أمام الهجمة الثقافية الأمريكية لأمركة العالم ، وقال إننا أمام غزو أمريكي شرس في المجالات الثقافي حيث مقابل (70) فيلم أمريكي يعرض في أوربا هناك فيلم واحد أوربي ، وهكذا تسآلت وفي ذهني أن فرنسا جزء من الغرب ومن الثقافة الغربية ، ومع هذا لديها إمكانيات مادية وبشرية يؤهلها للوقوف أمام المد الآخر …وتسآلت كيف هو العالم الإسلامي وهي تختلف عنها فكرا وثقافة وإمكانيات ؟ ماذا عن الخطورة الحاصلة والمتوقعة لهذا الغزو أو الاستعمار الذي أخذ اسما جديدا ( العولمة).
كما تسآلت عن سر الاحتفاء الكبير الذي أبدته أمريكا في بداية الثمانينات من القرن الماضي عندما تم افتتاح مطعم مكدونول في بكين ، وكيف أن مطعما للوجبات السريعة على الطريقة الأمريكية يعني فتحا ثقافيا كبيرا ومؤشرا على دخول الثقافة الأمريكية في ذلك الجزء من العالم ، وليس مجرد وجبة أكل سريعة تقدم في مطعم ، وهذا ما حدا بالفرنسيين في خلال أزمة القمح بين أمريكا وفرنسا أن يحطموا زجاجات وواجهات مطاعم مثل مكدونول وكنتا كي وونديز ونحوها لأنها تمثل في نظرهم رمزا للثقافة والوجود الأمريكي .
وإننا أمام معطيات ومتغيرات جديدة نقف أمامها مشدوهين ومنها :
– 88%من معطيات الإنترنت باللغة الإنجليزية
– 9% بالألمانية
– 2% بالفرنسية
– 1% لبقية لغات العالم ولكم أن نتصور نصيب اللغة العربية من هذا الجزء ال 1%، إننا أمام مرض اسمه إدمان الإنترنت وهو له جانب معرفي وهذا إيجابي ، وجانب وجداني وهو سلبي ، وجانب مزاجي وهو سلبي .
– إننا أمام مليار و200جهاز تلفزيون في العالم ويمكنك أن تسأل ماذا يعرض فيها .
– إننا أمام عدد كبير من وكالات الأنباء العالمية التي تصوغ التفكير وتقولب الثقافة وتضع الأوليات للاهتمامات ، فكم من حدث لا تأبه إليه فرض عليك ليل نهار في نشرات الأخبار والتعليقات والمقالات والمداولات وكم من خبر مهم بالنسبة لك أو أمتك أغفل ولم يذكر عنه شيئا .
والعولمة تشمل المجال السياسي : حيث تسعى الدول الغربية وبخاصة أمريكا إلى فرض النموذج الغربي للحكم الذي يتمثل في الديمقراطية على النمط الثقافي الأمريكي
وفي المجال الإعلامي : حيث أصبح العالم قرية كونية صغيرة بفعل ثورة الاتصالات التي سيطرت على العالم ووجد ما اسمه “مجتمع الإعلام العالمي ” وتنبع خطورة عولمة الاتصالات من كونها وسيلة فاعلة للسيطرة على الإدراك والوعي والأذواق وتقولب السلوك وتضع الأوليات وتكرس أنواعا من معينة من الاستهلاك والمعارف والسلع والبضائع أو ما أطلق عليه ” ثقافة الاختراق ” أو ثقافة الاستهلاك وأدوات الترف التي عشعشت في صدورنا وفي عقول أطفالنا ، وفي المجال الإعلامي من يرى أن العولمة تعني ” الحاضرية ” وهو مصطلح يعني الاهتمام بالحاضر وتجاهل الماضي ، وذلك أن الإعلام يقوم على أساس تجاري والتجارة تقوم على جذب الزبون والزبون يريد الإثارة والخبر المثير هو خبر الساعة وليس خبر الأمس .
وفي المجال الثقافي فإن العولمة الثقافية أخطر أنواع العولمة وذلك لأنها تدخل مباشرة في صياغة الفكر والسلوك الإنساني بوسائل متعددة ومن أجل هذا كانت معظم هواجس المفكرين والتربويين تتعلق بخوفهم من تأثير العولمة على ثقافات الشعوب
إن العولمة ليست مجرد فكرة يمكن قبولها أو رفضها بل هي حقيقة واقعة بيد أن معظم المجتمعات المسلمة المعاصرة قد تشكلت في فترة خضوعها للاستعمار ، لذلك فإن تنميتها المقارنة قد تم خنقها ، كما هو الحال في كثير من دول العالم النامي ، وعلينا أن نتفهم ذلك إذا كنا سنستوعب الأثر التفاضلي للعولمة ، فالواقع الاجتماعي في كثيرمن الحالات فقر وأوبئة أو نقص في الحصول على التعليم ، وإبقاء النخب على ما هم عليه من خلال الجبروت العسكري وتدهور البيئية ،وغياب سيادة القانون والحريات المدنية .ولقد بدأت العولمة كما يذكر بوطالب في كتابه العالم ليس سلعة ” نظاما اقتصاديا بالسماح للرأسمال العالمي بحرية التحرك والتنقل متجاوزا الحدود بلا قيود ليغزو أسواق العالم دون أن تفرض عليه في آخر المطاف رسوم أو ضرائب ، وقيل عن الاقتصاد المعولم أنه يسمح بتنافسية متكافئة يفوز فيها الأفضل ،وطلب إلى الدول المتخلفة أن تخوض هذه التنافسية بتحديث أداء اقتصادها وتجديد آلية عمله ليقدر على المنافسة وحتى على الفوز برهان المستقبل ،وهي خدعة قدمت لعالم التخلف في شكل إغراء لا يجدي ففاقد الشيء لا يعطيه ، لكن العولمة تجاوزت مجال الاقتصاد إلى عولمة السياسة والدبلوماسية والقضاء والفكر والثقافة والإعلام والعلم والبحث العلمي والقيم والبيئة وستمتد إلى الخصوصيات والهويات في عملية تنميط موحد للإنسان مما بجعل منها نظاما شموليا يراد فرضه على العالم بالقوة ” كما يشير الجراري في كتابه ” هويتنا والعولمة ” “حتى لا نكون متطفلين أو عالة أو مجرد مستهلكين أو أدوات استهلاك ، فإن علينا أن ندخل في سياق العولمة بهويتنا الإسلامية ، وقبل ذلك علينا أن نتخلص من عقد الماضي وما رسخه واقع التخلف في النفوس ، مما يحتم أن نراجع ذاتنا من خلال مفهوم صحيح لهذه الهوية من شأنه أن يرد الاعتبار للشعوب الإسلامية ، ويمنحها مكانتها الحق ، ويجعلها ليس فقط قادرة على التكيف مع العولمة والإسهام فيها أو الاندماج ، ولكن يجعلها مؤهلة لإيجاد التوازن اللازم بين القوى الحالية أو المتوقعة في القرن المقبل ، وهو التوازن الذي يمكن أن ينقذ الإنسانية من طغيان هذه القوى ،وإن كان الطغيان بطبيعته وبمنطق الدين والتاريخ لا يؤدي إلى غير الخراب ، علما بأن المسلمين يشكلون قوة يتجاهلها غيرهم أو يبدو وكأنه يتجاهلها ،ولكن ليس من حقهم أن يتجاهلوها .إن علينا أن نعترف بضعف موقفنا أمام الآخر ، ولكن كذلك بضعف موقفنا مع أنفسنا ، لإيماننا المهزوز بهويتنا وعدم اقتناعنا بكل مقوماتها ، ومن ثم ارتمائنا في أحضان هوية غيرنا ولا سيما عبر مكوناته الثقافية والحضارية ، باستلاب أفقدنا كل قدرة على التمييز بين السم والدسم فيما يقدم إلينا ، أو نتسارع لالتقاطه بإعجاب وانبهار ، وتجرد من الوعي والإرادة وإمكان التحكم في الذات ، فضلا عن التحكم في غيرها ، مما ينتج عنه عدم إدراك لحقيقة الأزمة أو الأزمات التي نعانيها ، ومن بينها الأزمة الثقافية والاجتماعية التي لا ننظر إليها ، وإن نظرنا فبرؤية غربية لا تراعي عنصر الهوية التي قد يتجاهلها البعض ، وقد يتعامل معها آخرون بالسخرية والاستهزاء ، وقليلون هم الذين يتعاملون معها بتعاطف يحث على تلمس مواطن الضعف والنقص لمعالجتها “
أما الحور فهو الخيار الأنسب لحل مشكلات العالم ، إنه كما يعرفه بيكو ” أن الحوار هو أداة مناسبة لتحقيق نموذج جديد من العلاقات العالمية ، لأنه الخطوة الأولى التي تمنحنا إحساسا بالانتماء والإقرار بما هومشترك وسنجد أن الأشياء المشتركة أكثر بكثير من أوجه الخلاف ويذكر” أن أي مقترح ولكي يحظى بالشرعية لابد له من صلة بالتقاليد والقيم الدينية والثقافية والقانونية المختلفة ، وإذا أمكن تحقيق ذلك فإن العولمة أو العالمية لن ينظر إليها باعتبارها أمراً مفروضا من الغرب أو من أمريكا على بقية البشر ، بل سيتم تقبلها كطريقة للتحديث مع المحافظة على الجذور وعلى نحو مماثل سيكتشف كل واحد من هذه التقاليد والقيم أن التحديات التي واجهها البشر على مر القرون قوبلت بأساليب متشابهة إلى حد كبير ، وعندها قد تميل المجتمعات الأهلية المختلفة إلى تقبل الآخر أخا يقاسمه العالم لا عدواً محتملا. أما عن الصراع فليس صراع حضارات بل هو صراع مصالح لأن الحضارات ليست في الملعب أصلا حتى من تبنى صراع الحضارات في يوم من الأيام نجده في قبرص يحذر من صراع الحضارات ، ولكن ما ذا عن مستقبل حوار الحضارات بعد أحداث 11/9 /2001 ما الذي تغير هل سيشهد العالم مزيدا من الصراع أو الحوار ، أولا لابد أن نعترف أن شيئا من الصراع لا بد أن يظل ما ظل الصراع على المصالح بيد أنني متفائل بشأن الحوار وذك أن كثير من الأمريكان عندهم استعلاء ، لقد عاشوا في جزيرتهم مستغنين عن الناس ، ولكن ما حدث من أحداث جعلهم يتسالون هل نحن العالم فقط أم هناك آخرون يشتركون معنا في سكنى الكوكب؟ إن كثيرا منهم بدأ يشعر أنه جزء من هذا العالم غرما وغنما وإذا كانوا الآن في مرحلة الغضب فإنها مرحلة تتلوها مراحل من التفكير وكيفية التعامل مع الآخر ولن تجد أفضل من الحوار .على الرغم من أن ذلك قد يأخذ وقتا لأن ما حصل لم يكن سهلا بالمقياس الأمريكي للأحداث التي ظلوا لعقود من الزمن يستمتعون بالمشاهدة من البعد أما وقد أصيبت الشبكة نفسها فإن الأمر جد مختلف .ولكن في زمن لا يسمح فيه بالاختلاف ، ويهيمن فيه منظور فلسفي واحد أو أوحد لا بقوة البرهان بل بقوة السلطان ، تأتي الصيحات التي تنادي بانكفاء على الذات أو الدعوة إلى بناء فكر وفلسفة باستقلالية وحرية لا أن تخضع خضوعا أعمى لمقولات الآخرين ، ويظهر من يدافع عن حقه في الاختلاف ، وبخاصة أن الاختلاف أمر فطري طبيعي ، وهو حق من حقوق الشعوب ، وأن فيه إثراء للتجارب الإنسانية حتى لا تكون نسخة مكررة أو حتى ممسوخة .
ولكن كيف نتعامل مع العولمة وحوار الحضارات سؤال برئي في زمن لم يعد لدي خيار في أن أتعامل أولا أتعامل إن مسألة الرفض على الرغم من أنها ليست فكرة جيدة ولا مقبولة فهي غير ممكنة في عالم القرية التي كانت كونية وأصبح الكون قرية
لابد لنا من :
– الإيمان الصحيح المبني على عقيدة صحيحة ، وعلم أصيل حتى يكون الشخص قادراً على التميز الصحيح ، ويكون لديه المقياس الثابت الذي يزن به الأمور .
– التماسك والتمسك القوي التطبيقي بالمنهج السليم لأن من وسائل العولمة أو مداخلها إثارة الشبهات والاستغراق في الشهوات وتبذير المال مسايرة لحمى الاستهلاك والمظاهر .
– الإقبال بشجاعة على العلم واكتساب المعارف والمهارات والتمكن من التقنية التي تفتح آفاقاً واسعة .
– إدراك أن الإسلام بطبيعته عالمي وينظر إلى الكون والجنس الإنساني الذي يسكنه كيانا واحدا وأسرة واحدة وأن هذه الأمة هي أمة واحدة قال الله تعالى : )إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:92)
-والإسلام يحث على التعايش الآمن والجيرة الحسنة والمشاركة الفاعلة في الخير العام ، ومع أنه يركز على الإيمان بالله وتوحيده توحيدا خالصاً ، إلا انه لا يعتبر ذلك شرطا للمعاملة الحسنة ومنع الظلم وحفظ الحقوق وإتاحة فرص العيش الكريم أمام الناس جميعاُ ، ولو تتبعنا رسالة الإسلام كما جاءت في المنهج القرآني كما ذكر الدكتور محمد فاروق النبهان ” لوجدناه رسالة إنسانية ، تهدف إلى تحقيق غايات سامية ، سواء على مستوى علاقة الإنسان بالإنسان أو على مستوى النظرة الشمولية التي تحدد مكانة الإنسان في الحياة ، فالقرآن الكريم رسم معالم تصور لمجتمع يمثل الذروة في بنائه الداخلي وفي تكوينه التربوي والسلوكي ، وجاءت السنة تؤكد وتبين إمكانيات تحقيق ذلك من خلال تكوين المجتمع المسلم الأول في عصر النبوة . ويتمثل بما يلي :
1- مجتمع مؤمن بالله وبما جاء به الأنباء من بيان أحكام الله .
2- مجتمع متفتح على الآخر معترف بما سبقه من رسالات سماوية ، مصحح لما دخل فيها من انحرافات .
3- مجتمع ملتزم بأسلوب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من غير إكراه أو إذلال أو إنكار للأفكار والسلوكيات والقيم الصحيحة “
– إن العولمة والعالمية والحوار التي نحملها للناس هي التي تسير وفق الخطوط الربانية ، أن تكون متصلة بنور الخالق جل وعز ، وبالهدى حتى لا تضل ولا تتعسف ولا تجعل من العالم غابة يأكل فيها القوى الضعيف .
وفق الله الجميع
أ.د.إبراهيم بن مبارك الجوير
بعض المراجع
– عبد الهادي بو طالب ” العالم ليس سلعة ” منشورات الزمن 2001م المغرب
– عباس الجراري ” هويتنا والعولمة ” منشورات النادي الجراري 2000 المغرب
– علي أوميل ” موقف الفكر العربي من التغيرات الدولية : الديمقراطية والعولمة ” منتدى الفكر العربي 1998م
– كامل الشريف “الشباب المسلم والعولمة ” بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي الثامن للندوة العالمية الإسلامي ـ عمان 20/10/1998م
– مانع الجهني ” الإسلام والحوار الحضاري ” ندوة الإسلام وحوار الحضارات ، مكتبة الملك عبد العزيز العامة 3/1/1423هـ
– محمد عبد العزيز ربيع ” العولمة والمجتمع ” منتدى الفكر العربي 177 حزيران 2000م
– محمد فاروق النبهان ” التصور الإسلامي لمنهجية الحوار الحضاري ” ندوة الإسلام وحوار الحضارات ، مكتبة الملك عبد العزيز العامة الرياض 17/3/2002م
– محمد مصطفى الطحان ” العولمة تعيد صياغة العالم ” المركز العالمي للكتاب الإسلامي 1998م الكويت
– السيد ياسين ” رؤيا للمستقبل العالمي : مجتمع المعلومات العالمي النموذج الحضاري الجديد ” منتدى الفكر العربي173فبراير2000م
– مونيه رحيمي ” الثقافة المغربية بين الخصوصية وهاجس الأمركة ” منشورات الفرقان ـ الدار البيضاء 2000م
– فهد العرابي الحارثي ” موقعنا في القرية الكونية الإعلامية الجديدة ، العولمة والفضائيات العربية ” محاضرة في مكتبة الملك عبد العزيز العامة 6/12/1998م
– هانسر بيتر مارتن وهارولد شومان ” فخ العولمة ” ترجمة عدنان عباس علي نشر سلسلة عالم المعرفة ، الكويت