ابني العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة تعينك الجديد مع شركة ناس أبارك لنا فيك وأبارك لك بالثقة والمكانة، وقد قرأت فيما قرأت رسالة أرسلها محب إلى قريب له تعين في منصب مهم فكتب إليه:
بالأمس كنت تتحرك في حدود ضيقة لا تملك غير الأماني والأحلام التي تشغل بالك واليوم خرجت من هذه الحدود الضيقة إلى سعة المسؤولية التي من خلالها ستجابه فئات كثيرة من أرباب الثقافات و(العلاقات ) وتجابه أيضا مسؤوليتك ، ولم تعد ذلك الإنسان الذي لا تلاحقه العيون وترصد تحركاته في مسؤوليته أو في الشارع العام أو مع الناس ، لذلك أحدد في هذه الرسالة ملامح لبعض الملاحظات التي آمل أن أكون بها قد أعطيتك شيئا من خبرتي :
1- أدخل عملك متواضعا، احكم تصرفاتك داخل ( الشركة ) بانضباط لا يطغى عليه انفعال يكون له ردود فعل في نفس زميل لك في (العمل)، اشعر أنه لا تمايز بينك وبينهم، وأن وجودك معهم غايته ووسيلته الخدمة العامة وتنشيط تلك الأهداف.
2- حاول أن يكون وقتك محددا فيه حركتك، لا تتوسع في علاقاتك أكثر مما يفيد هذه العلاقات.
3- لاحظ أن كل كلمة محسوبة عليك، تحفظ كثيرا، وإذا فعلت شيئا جيدا لا تقل فعلت وغيرًت وسويًت، أنكر ذاتك تسلم من الحساد.
4- أنت الآن تضع خطواتك على أول الطرق وهو طريق شاق ، نجاحك في قدرتك على وضع خطاك مع المسؤولية بقدر من الاتزان والوقار والتواضع .
أرجو أن تقطع طريقك الطويل بجهدك وبصيرتك ، وألا يلحق بك في هذا الطريق عائق من العوائق فيقول لك قف, الطبيعة البشرية واحدة سواء أكان العمل صغيرا أم كبيرا إذا تضاعف العمل وتضاعفت المسؤولية تضاعف الحسد والكيد والدس ، والافتراء والظلم إلى حد أن أقرب الناس قد يتابع التقارير ضدك ولكن تذكر ” ما في الدنيا أشجع من برئ” يقول كاتب الرسالة انه أمضى في الخدمة أكثر من خمسة وستين عاما ليتني استرحت يوما واحدا من الحسد ، عملك الجديد سيصير لك حساد أقلل من الكلام ، وكن محافظا ، تسمع أكثر من تحكي ،
هذه الرسالة لا تعني أنك قليل الخبرة إن شاء الله لا خوف عليك ولكنه مشاعر عاطفية ربما تفيدك .
هذه مقتطفات من رسالة كتبها مجرب محب إلى أحد أقاربه الذي يعتبره كأحد أبنائه فإن رأيت فيها ما يفيد فخذ منها ما تشاء دعواتي لك بالعون والسداد والتوفيق
أبوك
�لى الغلو العملي أو تجعلهم يفكرون أو يتعاطفون
– المؤمن هو من فرح بالتائب واستغفر للمذنب ودعا المدبر وأعان المحسن وهذا هو ما ينبغي أن يقوم به كل فرد منا