إلى الجوهرة أم أيمن وإلى أم أيمن الجوهرة
السلام عليك حية وميتة ، ودمت في ذمة الله آمنة مطمئنة
لا أدري من أين أبدأ حديثي معك ، من لحظة الاقتران بك، أم من لحظة أن كنت لي وكنت لك ، أو من لحظة ولادة أولادنا ، أو من لحظة الابتعاث أو من لحظة العودة إلى أرض الوطن ، أو من لحظة الإعلان عن اختياري عضوا في مجلس الشورى ،وتلك اللحظة التي بدأت فيها نهايتك !!!!أو من لحظة غيابك عن الوعي وأنت ترقدين على سرير الموت حين أناجيك وأقبلك وأعلم أنك تسمعين مناجاتي ولكنك لم تكوني قادرة على مبادلتي مشاعري ،
الجوهرة العزيزة ، لقد دفعت غاليا ثمن اختيار رفيق دربك لعضوية الشورى ، وكعادتك تحملت من أجلي دفع حياتك ثمنا لهذا الاختيار ، الذي أغاض حسادك ومن ثم حسادي ، لكنك كنت وفية معي كعادتك ، تحملت عني مصاعب الحياة ، وتوجت كل ذلك بدفع حياتك إلى علم الجنان فداء لمن أحبك وأحببته.
الجوهرة الغالية ، أخاطبك اليوم كما خاطبتك بالأمس وسأخاطبك دائما بما أكنه من حب وتقدير ، فلئن كنت قد رحلت عني جسدا ،فستبقين دائما نصف روحي التي افتقدتها بفقدك ، وسأظل أبحث عن نصف روحي الآخر الذي ذهب معك إلى ألقاك وفيا لك كما كنت وفية لي .
عزيزتي الجوهرة ، هذه مشاعري ، بل هي غيض من فيض سطرتها لك في لحظة وداع ، لحظة حزن ، لحظة ألم ، كنت أحضر نفسي لها وأسقيها لأولادنا من بعدي من بنات وبنين بعد أن تلاشى الأمل في عودتك إلى بيتك سالمة ، ولم يبق لنا جميعا إلا الإذعان والرضوخ لنداء الخالق حين دعاك إلى جواره ، فإن كانت تلك المشاعر تروق لك فاقبليها ، وإن كان لك إضافة إليها أو حذف منها فذاك لك وهكذا كان حالنا في حياة الاثنين معا، ويوم كنا نعيش سويا ،وأسأل الله أن يعيدنا سويا في ظل رحمته ونعيم جناته
أسأل الله تعالى أن يقبلك راضية مرضية وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة ، ويملأه ضياء ونورا ويبعثك في زمرة الكرام البررة ، وأحب أن أطمئنك أننا بخير والأبناء والبنات يعتنون بي كما كنت تفعلين ، دمت مرة أخرى في ذمة الله آمنة مطمئنة والسلام عليك حية وميتة