الثلاثي الخطير

ثمة ثلاث مشكلات رئيسة ينبغي النظر  إليها نظرة مستقبلية وباهتمام كبير ، وببساطة كبيرة  وبدون مقدمات

المشكلة الأولى : العطالة وهي أن يكون الشخص قادرا مؤهلا ولا يجد عملا مناسبا ، والتعبير بالعطالة أدق من البطالة وأولى .

الثانية : السكن والمقصود به توفير السكن المناسب لكل أسرة في المكان والزمان المناسبين .

الثالثة : الزواج ونعني به تزويج الشاب من فتاة تناسبه في الوقت  المناسب.

المشكلة الأولى مشكلة لها أبعادها وترتبط بالثانية والثالثة وبكثير من المشكلات الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ومعالجة مشكلة تعني وقاية المجتمع من كثير من الأخطار ومعالجة كثير من المشكلات ، وذلك إن معالجة مشكلة العطالة توفر للمرء الدخل المناسب الذي يغنيه عن السؤال والسرقة والفراغ ، ويؤدي خدمة وإنتاجية لنفسه وأسرته والمجتمع ويشعر بالؤلاء والصدق .

والدراسات والاحصاءاءات تفيد بوجود ارتباط قوي بين مستوى الجريمة وبمختلف أنواعها من سرقات وانحرافات جنسية ومخدرات واعتداءات وتسول مبطن وانتشار كثير من السلبيات في المجتمع وبين العطالة ، كما تفيد الدراسات والالاحصاءات إلى انخفاض كبير في مستوى الجريمة كما ونوعا عندما يشغل الناس بأعمال تدر عليهم دخلا يكفيهم ، وقد كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـرضي الله عنهـ إلى أحد عماله : أشغلهم بالطاعة وإلا أشغلوك بالمعصية “

والأعمال أو الوظائف عندنا أربعة أنواع : الأعمال الإدارية ، والتسويقية ،والتصنيعية، والخدمية ، ولا ينبغي أن نبدأ بالأعمال الخدمية أو التصنيعية ، فأعمل الصناعية تحتاج إلى عمالة فنية وخبرة وجودة حتى تنافس، والخدمة ما زال الوقت مبكرا جدا وأرجو ألا نصل إليها ذلك الذي نضطر المواطن للعمل فيها ، ولكن أعمل الإدارة والتسويق هي التي تستولي على أكثر من 60% من الفرص الوظيفية وكثير منها لا تحتاج إلى كثير من المهارات التي يتطلبها العمل بدليل وجود عمالة وافدة تقوم بها تعلمت وكسبت خبراتها هنا ومن خلال العمل وليس قبله وبخاصة في ميدان التسويق ولا أقصد بالتسويق سوق الخضار ونحوه ولكن تلك الأسواق المكيفة التي تبيع العطور ونحوها في عمل محدد ووقت محدد ونسبة  من الدخل ، وأتذكر أن خبيرا أجنبيا جاء إلى المملكة لتقديم محاضرة عن التعليم في المملكة ، وقال في المحاضرة إنني قبل أن أقوم بإلقاء محاضرتي قمت لمدة ثلاثة أيام بدراسة الوضع عندكم  فوجدت أن جبلا ضخما وعقبة كداء اسمه ثمانية مليون وافد ، يتخرج المواطن ويبحث عن عمل ويصطدم بذلك الجبل وتعودون إلى التعليم وتعدلون وتغيرون ظنا منكم أن العقبة في التعليم أو المهارات التي لا يجيدها هذا المتخرج ويتخرج المتخرج مرة أخرى ويصطدم بتلك العقبة وتعودون مرة أخرى للمناهج والتعليم للتعديل والتطوير ولكن تبقى المشكلة وتتفاقم لأن المشكلة أو العقبة أو الجبل لم يهد منه شئ بل يوضع له الحماية من أجل تقويته ، الحل إذن هو أن تبدأ المعاول بقوة للحد من هذا الجبل حتى يجد المتخرج الفرصة ويتمكن من المهارة وهو على رأس العمل .

وإذا حصل الشخص على الوظيفة المناسبة واستقر فيها وبدأ ينتج ويشغل نفسه بها بدأ يتطلع للبناء وليس الهدم ، وإن أهم عوامل البناء، البناء الأسري فبدأ يفكر في تأسيس أسرة ، وليقدم على هذه الخطوة المهمة ، يفكر في السكن الذي يحقق له الاستقرار والسكينة ، فيأتي حل مشكلة السكن بجهود حكومية وتجارية وتسهيلات وبخطة وطنية توفر السكن المناسب بالقيمة المناسبة في المكان المناسب ، ويتم ذلك تدريجيا حتى إذا توفر السكن يقدم الشاب أو الشابة على النقلة الثالثة وهي الزواج ، فإذا شغل المرء نفسه بوظيفة مناسبة يشعر يها بالثقة بنفسه وبقدرته وانتمائه ، وتحمله المسؤولية ، ووجد السكن المناسب ثم الزوجة المناسبة فإن تحقق السكينة والاستقرار يقلل كثيرا من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وسيجني المجتمع النفع والفائدة والاستقرار وقد قال البارئ عز وجل

)وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)

وفق الله الجميع

 

 

 

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.