بسم الله الرحمن الرحيم
ابني المبارك مبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدعو الله أن تكون بخير وفي خير وإلى خير،،،،،،،،،
ماذا عساي أن أقوم يا مهجة القلب
كنت تسافر وأنا في وداعك، واليوم أسافر وأنت في وداعي، صعب على وداعي لك ووداعك لي.
جئت أيها الغالي قبل نحو ثلاثة أشهر ، وكانوا يظنون أنها طويلة ،واليوم نحن على أعتاب نهايته ومرًت كالبرق أو هي أسرع ، جئت فرجعت البسمة إلينا التي غدرت معك ، وترحل وترحل معك ، جئت فقضيت معنا أياما بل ثواني ، أدركنا فيها كم نحن نحبك ، وأدركت ذلك، كم نحن بحاجة إليك ، وبحاجة إلى أنت تكون أبدا كما أنت المحب للجميع ، كما أنت المؤمن بربه القائم بأمره ، الذي يحاول أن يعطي كل ذي حق حقه ، عشت معنا ثواني ، حضرت معي مؤتمر الحوار العالمي الإسلامي في مكة المكرمة وسعدت بصحبك وأنست بقربك، ورأيت ما رأيت وكان لديك تساؤل مهم ، وملاحظة تقول :” لاحظت أن الأمراء ، والعلماء والدكاترة والمفكرين والمسؤولين من مشارب مختلفة ومن جنسيات مختلفة،معظمهم أوكلهم لا يحتاجون إليك في شئ ومع هذا يقدرونك بل يحبونك يتعاملون معك بصفة ودية وحمية أكثر من تعاملهم مع الآخرين لفت ذلك انتباهك وتسآلت عن السبب ؟ وذهبنا مع أمك وأخواتك في رحلة إلى المغرب ، وحضرت معي الجلسة الافتتاحية للمجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)وكانت الملاحظة نفسها وتسآلت كان ذلك لأنك في بلدك والآن رأيت الاحترام والحب نفسه في أرض أخرى، ولعلي لا أستطيع أن أوكد ملاحظتك أو تساؤلك أو أنفيه ، وبالتالي قد لا تكون الإجابة دقيقة ، بيد أني أظن أن مما يفسر ذلك هو شعوري تجاههم فأنا أحبهم لا أحمل في نفسي سوى الخير للجميع ، لا أذكر أنني حقدت على أحد أو كرهت أحدا أو حملت في نفسي سؤا لأحد ، حتى أولئك الذين تلقيت إساءات منهم أدعو الله أن يعفو عني وعنهم ويغفر لي ولهم ويتسامح عني وعنهم ، إذا قابلت أحدا يعرف من خلال عيونك صدقك معه وحبك له فيبادلك الشعور نفسه .
أيها العزيز : أسافر إلى أمريكا قبلك ثم تلحق بي على أمل أن نلتقي إن شاء الله في تلك المدينة التي احتضنتك طالبا وأرجو أن تسعد بها وأن تكون موطئا مؤقتا لتفوقك واستقامتك وأن نلتقي هناك ثم تعود إلينا في بلدك غانما سالما كريما أبيا نقيا كما عاهدناك وكما ندعو لك ونرجو أبدا أن تكون.
أيها الحبيب أود أن أقول أشياء كثيرة ولكنك تعودت مني وتعودت منك المصارحة المباشرة والتفاهم المباشر وأعرف أنك تحب هذه الطريقة ، فدعني اختم كتابتي وأنتظر أن نلتقي هناك على ضفاف المحيط الهادي لنعاود الكرة ونتحدث كما تحدثنا على ضفاف الأطلسي وإلى أن نلتقي وأبدا أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبك ، أبوك / إبراهيم بن مبارك آلجوير 23/7/1429هـ